facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبو عصام .. وأنا .. مذكرات نائب


النائب د. ديمة طهبوب
09-07-2025 07:59 PM

في عام ٢٠٢١ خاطبني د. زيد عيادات مدير مركز الدراسات الاستراتيجيه انذاك لاكتب مقدمة لكتاب دولة د. عبد الرؤوف الروابدة ( الأردن وفلسطين التاريخ المعاش) وهو الكتيب المقدمة لكتابه الموسع "شذرات من تاريخ الأردن ".

كان الطلب غريبا وتوسعت حدقتا عيني استغرابا وكدت أن اقول له: متأكد أنا؟! ولكني لم أقل وسعدت أن أكون جزءا من هذه المهمة وأقدم لرؤية الكاتب في هذا التاريخ فكتبت هذه المقدمة:

تقدمة
كان لي الشرف أن شهدت بواكير هذا الكتاب وما زال يعتمل في عقل كاتبه ويقدمه في محاضرات مع نخب سياسية ووطنية وأكاديمية لإثراء النقاش في موضوع هو فطرة يولد بها الأردنيون، يمشون نحوها أولى خطواتهم، ويلفظون بها أولى أبجدياتهم، ويغزلون لها أولى قصائدهم،ويصيغون أولى مبادراتهم،ولفلسطين في حياتهم النصيب الأول و الأوفى و الأكمل

والقيمة المضافة لهذا الكتاب أنه يجمع بين مبدئية الأردني تجاه وطنه الأردن وقضيته الأولى فلسطين وبين براغماتية السياسي،وفي هذا التوثيق التاريخي ينحاز دولة أبو عصام لتجرد الحقائق دون تزويق ولا تجميل حتى لو ساهمت السياسة أحيانا بخدش بعض طهرها وبهائها

يقال ان القصص التي لا نكتبها تصبح ملكا لأعدائنا ومن هنا تكمن أهمية كتابة التاريخ الشفوي والمعاش في توثيق الحضور والفعالية وتقديم شهادات حية عاشها الشعب الأردني وضحى لأجلها.

يطوف دولة الروابدة بنا كما يقول على "بساط أحمدي" دون وجل من مقاربة القضايا الحساسة والتعريفات وتسليط الضوء عليها وتجليتها وفك الالتباس والابهام، فلا أحق منا باعتبارات الجغرافيا و التاريخ والمصير المشترك من أن يقدم الرواية المركزية التي يستند عليها المفسرون في تناول الأحداث

يبدأ دولة الروابدة الرواية من بواكير الفتح الاسلامي، والتقسيمات الجامعه للأردن وفلسطين مرورا بالثورة العربية الكبرى، والانتداب البريطاني واحتلال فلسطين، ويعرج على مراحل النضال الأردني الفلسطيني حيث تبرز البصمات الأولى للقامة الوطنية كايد المفلح العبيدات صاحب العبارة الشهيرة "اذا لم يكن من الموت بدٌ، فأشرف الموت على أرض فلسطين"

ويستمر الروابدة في السرد الى المراحل الحاسمة من النكبة والنكسة وما تلاها،ويضيء كذلك على المراحل المظلمة بما يعرفه المنصفون فيقول "كانت معركة أيلول عام ١٩٧٠ صراعا بين النظام والفوضى، ولم تكن صراعا بين طرفي الشعب الواحد"

أما في معطيات الحل النهائي فيعود دولة الروابدة ليقدم الحل السياسي المطروح لقضية فلسطين ويؤكد أن "تصوراتي واقتراحاتي هي وجهة نظر قابلة للحوار والنقاش الموضوعيين" لأجدني أطلب منه كقارئه أن يعود لما بدأ به فالتاريخ سيدور دورته ليكمل الأردنيون والفلسطينيون الطريق التي خطها بالدماء العبيدات والمجالي والسلطي والعجلوني وشهداء اللطرون وباب الواد والجازي والشهيد خضر شكري يعقوب

أما خلاصاته في ثلاثة عشر نقطة فتستحق أن تغادر الصفحة المكتوبة مرة أخرى لتقدم وجبة دسمة لنقاش ثري على مائدة الأفكار والتاريخ والسياسة.

كتيب غني وثري وماتع و"مستفز" للتفكير والمراجعة في ثلاث وثلاثين صفحة من التوثيق لسياسي صاحب تجربة امتدت لاثنين وثمانين عاما…هذا ما خطه دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة بعنوان "الأردن وفلسطين-التاريخ المعاش"

والعجيب أن تقدمتي انتشرت واصبحت جزء من كتاب لدولة ابو عصام وفتحت بابا لتواصل أقدره واتعلم منه

لا يعرف أبو عصام أني اعرفه قبل السياسة وانا ما زلت على مقاعد الدراسة فقد عاصرت بعض بناته في مدرسة الاقصى مدرسة يوسف العظم رحمه الله ابن معان الابيه وشاعر الاقصى، وكان ذلك دائما موقف يلمع في ذاكرتي فالمرء لا يسلم تربية وتعليم بناته تحديدا لأي أحد وهذا الاختيار لم يكن اعتباطيا وانما خيار واعٍ وعن ثقة، لقد اختار عبد الرؤوف الروابده بكل أبعاده يوسف العظم بكل أبعاده، كان هذا درسا عظيما نشأت عليه وعلى رسائله العميقه

كبرت ومع تفتح بواكير ادراكي وعملي في السياسة كانت حكومة دولته وكان فيها موقف صعب على وعيي ولما راجعت ابو عصام فيه بعد سنوات طويله فيه احترم خلافي معه دون اي الزام أن أدخل في جلباب لا يشبه فكري السياسي وهنا تكمن القيمة المضافة لشخصية أبي عصام والتي فتحت بابا للحوار بيننا وأنا في عمر بناته وهو يستقبل مني بذات شخصيته دون أن يجامل فيما يراه ويعتقده مع بقاء الباب مفتوحا للاستماع والحوار،

هذه القيمة المضافة هي التي جعلت قصر المؤتمرات يمتلىء بكل مقاعده بأردنيين من مشارب فكرية وسياسية مختلفة جمعها أنها تريد أن تسمع عن شذرات من تاريخ الأردن بل وأن تكون جزءا من كتابة القصة وبصمات الخير والطيب في هذا البلد.

قابلنا ابو عصام في مدخل المدرج فرحب بنا وقال "هلا بالنشميات" وهل أجمل من هذه الصفة اللصيقة بكل أردني.

كتبت الى ابي عصام بعد ندوة اشهار كتابه شذرات من تاريخ الأردن:
دولة أبو عصام:
يقال أن من معاني الشذرة: القليل الذي يعبر عن كثير
واذكر ما قاله الشاعر:
وقليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل
تواضعت اذ أسميت الكتاب شذرات ولكن الشذرة الأردنية قليلها كثير وخيرها عميم وذهبها أصيل
قيل: اذا كانت هذه ارضك فأين قصصك؟ ورواية التاريخ مهمة حتى لا تذهب هويتنا "شذر مذر" بل تبقى راسخة برسوخ البركة الالهية واستقرارها في "الذي باركنا حوله"
بوركت الهمة وزناد الفكر الذي يقدح شذرات من ذهب ديمة طهبوب

واكتب له الان وعهدي به أنه المثقف المشتبك صاحب البصمة على صفحات الواقع كما صفحات الورق وهذه اوقات دقيقة من حياة وطننا وهذه الجماهير لم تجتمع عبثا وانما لتأخذ من درس التاريخ ما يعينها على فهم وتحسين الواقع ووصول السفينة بحمولة كل ابنائها لتستوي على جودي من القوة والمنعة كما هو معنى اسم الأردن

يقال ان التاريخ لا يقول وداعا وانما أراكم لاحقا وفي الحلقات القادمة لتاريخنا أرجو أن نجد الاخرين حافظين لارث الاولين الذي بنوا البلد على العطاء والنبل والتضحية والاستقلالية

قد أجد في الكتاب ما اختلف معه وهذا طبيعي ومحمود ولكني سأجد ما نتفق عليه جميعا مصلحة الأردن، وان اختلفت الوسيلة، والالتزام الأبدي بقضيتنا المركزية فلسطين

علمني ديني وفكري السياسي المستمد منه أن أنزل الناس منازلهم وأن أختلف باحترام وأتفق بصدق وأعظم التوافق وأقلل جوانب الافتراق وأقدم حسن الظن والنوايا ومن هنا كانت هذه الصفحة من مذكراتي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :