عندما اشتعلت النيران في جبال اللاذقية، لم تكن النيران وحدها ما أوجع السوريين، بل ذلك الشعور بالخذلان والخذلان في زمن كثرت فيه الحسابات وقلّت فيه المواقف. لكن كعادته، لم يتأخر الأردن، ولم ينتظر نداء استغاثة، بل كانت القيادة الهاشمية سبّاقة، تؤمن بأن روابط الدم والمصير لا تُنسى في لحظات الشدة.

بأمر من جلالة الملك عبد الله الثاني، تحركت فرق الدفاع المدني الأردني بكل تجهيزاتها، لتكون على خط النار في أحراش اللاذقية، جنبًا إلى جنب مع أشقائهم السوريين، في موقف إنساني قبل أن يكون سياسيًا أو إعلاميًا. لم تكن مجرد مهمة إنقاذ، بل كانت رسالة عروبة حقيقية، تقول إن الأردن ما زال قلب الأمة النابض، وحجر أساس في كل موقف أخلاقي.

أبطال الدفاع المدني الأردني لم يحملوا فقط خراطيم الماء، بل حملوا معهم روح الأخوة، وخففوا اللهب بقلوبهم قبل معداتهم. مشهدهم وهم يخاطرون بحياتهم في أرض غير أرضهم، هو مشهد سيحفظه التاريخ، ويشهد له الضمير العربي.

إنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأردن حاضرًا في قلب الأزمة، ولن تكون الأخيرة. فهذه هي مدرسة الهاشميين، وهذا هو الأردن الذي نعرفه... وطن لا يعرف الحياد حين تكون الإنسانية هي القضية.