facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خارطة استثمار جديدة للأردن: من الفرص المتناثرة إلى منصة رقمية جاذبة


م. عمار آل خطّاب
21-07-2025 02:38 AM

في عالم يتسارع فيه جذب الاستثمارات نحو المنصات والفرص الجاهزة، لم يعد مجديًا الاكتفاء بتحديث التشريعات وانتظار أن "يكتشف" المستثمر الأجنبي الفرص الأردنية.

فالاستثمار لا يُجتذب بالقوانين وحدها، بل بالفرص الواضحة، والحوافز الفعلية، والحوكمة الشفافة، والبنية المؤسسية التي تمنح المستثمر الثقة والاستجابة السريعة.

لقد آن الأوان أن ننتقل من مرحلة الاكتفاء بالحديث العام عن "مزايا الأردن" و"موقعه الاستراتيجي" و"قوانينه الجاذبة"، إلى مرحلة أكثر واقعية وفعالية، تبدأ من فهم أنماط المستثمرين وتطلعاتهم، وتمتد إلى تسويق الفرص الحقيقية بوضوح واحتراف.

ويكون ذلك من خلال منصة استثمار رقمية تفاعلية تُقدّم محتوى حيًا وخدمات ذكية، وليس مجرد موقع إلكتروني ثابت (static website) لا يتفاعل مع المستثمر ولا يرافقه في رحلته.

منصة رقمية تقدم للمستثمر كل ما يحتاجه لاتخاذ قراره المبدئي، كما هو الحال في النماذج الحديثة لترويج الاستثمار التي باتت تعتمد على التفاعل الذكي والشفافية وسهولة الوصول للمعلومة.

أنماط المستثمرين وتطلعاتهم
أولًا: المستثمر الباحث عن الفرص الجاهزة ويشمل:
• صناديق الاستثمار الخاصة
• الصناديق السيادية والإقليمية
• مستثمرين أفراد من أصحاب الملاءة المالية العالية
• شركات تشغيل تبحث عن توسعة جغرافية أو دخول أسواق جديدة عبر شراكة جاهزة

هذا النوع يتخذ قراراته بناءً على الفرص الجاهزة الموثقة والمدروسة، ولا يهتم بالشعارات العامة.
هو بحاجة إلى أرقام واضحة، عوائد متوقعة، هيكل قانوني منجز، وشريك محلي أو حكومي محدد الهوية.

ثانيًا: المستثمر صاحب الفكرة
وهو من يملك فكرة مشروع أو منتج أو براءة اختراع، ويدرس تنفيذها داخل الأردن ويحتاج إلى:
• بيئة استثمار مرنة
• حاضنات أعمال متقدمة
• شراكات تقنية
• تسهيلات في التسجيل والتمويل والتنفيذ

وهنا يطرح السؤال: لماذا لا تُبنى المنصة لتخدم الفئتين معًا؟
بحيث تصبح بوابة استثمار حقيقية، لا مجرد واجهة لعرض فرص جامدة.
منصة الاستثمار الرقمية التفاعلية: التحوّل الرقمي هو الوسيط
لا يمكن تصوّر هذا التوجه دون تبنّي التحوّل الرقمي بجدّية.

نحن نتحدث عن منصة تفاعلية، أقرب في مفهومها إلى متجر إلكتروني يعرض فرصًا جاهزة وجاذبة، لا عن موقع تعريفي ثابت كما هو الحال حاليًا.

مكونات المنصة المقترحة:
• قاعدة بيانات محدثة للفرص حسب القطاعات والمواقع الجغرافية
• دراسات جدوى أولية ومالية وسوقية لكل فرصة
• ربط مباشر بالجهة المالكة أو الحكومية ذات العلاقة
• عرض الحوافز المالية وغير المالية المتاحة لكل فرصة
• مسارات واضحة للتسجيل والتفاوض والاستفسار
• أدوات ذكاء صناعي توصِي بالفرص حسب تفضيلات المستثمر
• مساحة تفاعلية لأصحاب الأفكار والمبادرات وربطهم ببيئة التنفيذ الأردنية
• دعم فني وتحليلي للمستثمر عبر أدوات الذكاء الاصطناعي

التحول الرقمي هنا ليس شكليًا، بل هو الأداة الوحيدة التي تجعل من الأردن بيئة جاهزة، موثوقة، ومرنة أمام المستثمر العالمي.
كيف نحوّل الفرص إلى مشاريع جاهزة؟

لكي تنجح المنصة وتحقق أهدافها، لا بد من تقديم مشاريع مدروسة وجاهزة فعلًا، وليس مجرد أفكار عامة.
وهنا يُطرح السؤال: من الجهة التي ستُعد هذه المشاريع؟ وما الإطار المؤسسي لذلك؟

الخيار الأول: وحدة حكومية متخصصة
إنشاء وحدة داخل وزارة الاستثمار أو صندوق وطني تحت اسم:
"وحدة تطوير المشاريع الاستثمارية الجاهزة"
تتولى:
• إعداد دراسات جدوى تفصيلية
• التنسيق لتخصيص الأراضي وربطها بالخدمات
• استخراج التراخيص المسبقة
• تصميم الهيكل القانوني والمالي لكل مشروع
• تسويق المشاريع عبر المنصة

الخيار الثاني: شركة تطوير استثماري بشراكة حكومية
تُسجَّل شركة تطوير استثماري وطنية، تملك الحكومة فيها حصة (30-40%)، بالشراكة مع القطاع الخاص أو صناديق تنموية.
وتقوم هذه الشركة بـ:
• تملّك أو إدارة الأراضي المخصصة للمشاريع
• إعداد دراسات الجدوى والتصاميم الأولية
• استخراج التراخيص نيابة عن الدولة
• تطوير المشاريع حتى مرحلة الجاهزية
• عرضها على المنصة كمشاريع مكتملة
• دخول الدولة كشريك رمزي (10%) لطمأنة المستثمر وخفض المخاطر

وبذلك، ننتقل من عرض الأفكار إلى تقديم حُزم استثمارية مغلّفة وجاهزة للتنفيذ.
لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة… بل تفعيلها

لدينا عشرات المشاريع المتناثرة في المحافظات، ومئات الأراضي غير المستغلة، وقطاعات واعدة في الزراعة، والسياحة، والصناعة، والتكنولوجيا.

ما ينقصنا هو تنظيم كل ذلك ضمن منصة واحدة، بواجهة مهنية، وبنية تفاعلية، تربط كل فرصة بصاحبها وبالجهات الحكومية الداعمة لها.
وهنا يبرز دور التحول الرقمي ليس كترف، بل كأداة تمكين.

المنصة الرقمية التفاعلية هي المستقبل، وهي الواجهة الأولى التي تحكم الانطباع الاستثماري عن الأردن.

الختام: بوصلتنا الاستثمارية تبدأ من الداخل
الاستثمار ليس إعلانًا ولا أُمنية، بل سلسلة تبدأ من الفكرة وتنتهي بالإغلاق المالي والتشغيلي.

الأردن يملك الكثير مما يبحث عنه المستثمر، لكنه بحاجة إلى منصة تجمع ذلك كله في هيكل واضح، غني بالمعلومة، سريع بالاستجابة، وسهل التصفّح.

وهنا تكمن أهمية التحول الرقمي: أن نقدّم الأردن من خلال منصة ذكية، تفاعلية، مدعومة بفريق مؤهل، ونُظم حوكمة مرنة.

بهذا، ننتقل من مجرد الحديث عن "الفرص"... إلى صناعة قرار استثماري.

هكذا نُعيد التموضع.. هكذا نضع الأردن على خارطة المستثمر ألاجنبي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :