في حوار ٍ دار بيني وبين إحدى النساء الغزّيات القادمة وابنتها للعلاج وعندما حدثتني عن أفراد اسرتها وأن شهيدين استودعتهم لله في الحرب .
سألتها : لماذا تتسم غزة بكبر حجم وأعداد الأسر ؟
أجابتني والحرة في عينها والدمعة تختزن في قلبها: لأننا امهات غزة نخاف الفقد !!
رغم شح الموارد ورغم صعوبة الحمل والولادة إلا اننا نصر على الإنجاب لكي نشعر بالونس .
يستشهد ابننا الأول فيونسنا الثاني فيستشهد الثاني ليكون الونس في الثالث فيستشهد الثالث ليبقى الرابع والخامس والسادس والسابع إلى أن تكشف الحرب انيابها أو نستشهد نحن فيبق ابنائنا سنداً لبعض أو أيتاماً على الطرقات .
سألتها كأمٍ ذاقت التجربة : وهل يسد احد أبنائك عن الاخر ؟؟
هل ننسى الثالث بالثاني وننسى الخامس بالثالث؟
هل تُنسى معالم الوجوه، وصوت الضحكات ، وآثار الأقدام والخطوات؟
قالت لي : لا
ولكنه الونس !!!
أواسي نفسي وأشغلها بمتطلباتهم!!!
لقد لمع المثل الذي كان يردده ابي دائماً في الحديث عن ضرر يلحق الابناء وهل يهون عليه:
"لونهم ميه ما هانوا عليه"
ولكنها الحرب في غزة يا إبي!!!!
لم تكتمل القصة هنا لان جزئها المتبقي يبكي اكثر من الشطر الأول ولهذا احتفظ به لنفسي.