من يتصوّر؟ .. مات فلان جوعًا!
م. عبدالله الفاعوري
22-07-2025 11:01 PM
لم يتصوّر عقلُ البشرِ يومًا، وفي أيّ لحظةٍ من اللحظات، أن نصل إلى مرحلةٍ يموتُ فيها الإنسانُ جوعًا!
ما الذي أوصل الإنسانَ إلى هذا الحدّ؟ هل أصبحت نرجسيةُ الإنسانِ اليوم بلا رحمةٍ، ولا شفقةٍ، ولا عطفٍ، ولا حنان؟
في غزّة، في هذا الزمان، مات الأفرادُ جوعًا وعطشًا، بعد حصارٍ وحشيٍّ إجراميٍّ فُرض على المدنيين الأبرياء.
حربٌ وحشيّةٌ لا ترحم الأطفالَ ولا النساءَ ولا الشيوخ، بل أشبعتهم جوعًا وألمًا ووجعًا.
فصولٌ تتعاقب، والشعبُ الغزّيُّ يتلقّى صنوفَ العذابِ والحرمان، أمام مشاعرِ الصمتِ والخُذلان.
ألم نصل إلى مرحلة الوعي بعد؟
ألا ندرك أن تفرّقنا ضعف، وأنّ كلًّا منّا سيلقى حتفه على حدة؟
أليس في الوحدةِ، والتلاحمِ، والتعاضدِ في المصيرِ والمآلِ، القوّةُ الحقيقية؟
اليوم، في خضمّ التغيّرات السياسية الكبيرة التي تشهدها المنطقة، واللهِ، إنّي لأرى الفلاح في التلاحم العربيّ التركي،
وفي التقارب بالمصالح والعلاقات في شتّى الجوانب؛ فالدولة التركية تمتلك المقوّمات،
والتقارب الجغرافيّ، والوجدانيّ، والتاريخيّ يجعل من هذه الخطوةِ قوّةً عادلةً في الشرق الأوسط،
تحمي الكيانات القائمة، وتُقاوم أطماعَ السرطانِ الغاشم، الذي يستبيح الأراضي ويهدّد الجبهات.
وليست عنّا سوريا ببعيد، من خلال اللعب على وتر التفرقة.
فوالله، إنّ القوّةَ في الوحدة، والتلاحم، والتعاضد في المصير،
لمجابهة الأطماع في هذه الأرض المباركة، أرض الأجداد، الأرض التي قدّر الله أقواتها،
وبارك في خيراتها، ورفع من كراماتها، وأثنى على شعوبها ورباطهم إلى أبد الآبدين.