facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوجيهي .. طعم الفرحة العادل! * علي أحمد الدباس


02-08-2011 02:22 AM

يوم السبت الماضي مارست نفس عاداتي في كل عام عند صدور نتائج الثانوية ، فقد اعتدت أن أستيقظ باكرا في ذلك اليوم ، أترقب النتائج حتى لو لم يكن لي طالب قريب أو يخصني من قريب أو بعيد ، و بعد اعلان النتائج أحرص على الانضمام لزفات الناجحين في الشوارع و لحالة الفوضى العارمة التي تجتاح مدننا في ذلك اليوم كما أزور مدرستي لاستقراء نتائجها.

هي عادة نتجت عن إيماني العميق أن فرحة النجاح في التوجيهي لا تعادلها أية فرحة ، فقط لكونها الفرحة الوحيدة في الأردن التي تكون مقرونة بالشعور بالعدالة لدى الجميع من الناجحين. فهذا الامتحان يقيس فعليا مدى الاستعداد لتقديمه و تنطبق عليه القاعدة الافلاطونية " إن تدرس تنجح " !

استغرب حين تعلو الدعوات من الناس لإلغاء امتحانات التوجيهي ، و أشعر أننا انتقلنا الى العيش في سويسرا ، حيث لا واسطة و لا محسوبية و لا رشاوي و لا تجاوزات و لا أحد فوق القانون . هل يريدون فعلا أن نلغي الامتحان الوحيد الذي يكفل العدالة للجميع و الذي يتعامل مع مئة ألف طالب كأرقام بلا أسماء و لا هويات و لا قرابات و لا صداقات؟ هل يريدون حتى أن يسلبوا الفقير حقه في أن يكون له فرحة يحققها ب "ذراعه " ؟ هل يريدون أن يحولوا نجاح المدرسة ليكون حكرا على الأغنى و الأقوى و ربما الأكثر سندا؟

أجمل ما في التوجيهي هو هذه العدالة الغائبة عن كل مراحل الحياة في مجتمعنا، فقبل التوجيهي لا يشعر المرء بطعم العدالة ، لا في البيت بين إخوته و تعامل الأهل المختلف مع كل منهم ، و لا في المدرسة حيث يميز المعلم بين الطلاب على قاعدة " و لن تعدلوا " ، و لا في الشارع حيث تكون الغلبة للأقوى .... أما بعد التوجيهي فلن يشعر الطالب بالعدالة لا في الجامعة حيث المحسوبيات و الرشاوي التي أفشلت نظامنا التعليمي ، و لا في العمل حيث الفساد وصل في الشركات الخاصة أكثر مما نسمع في القطاع الحكومي ، و لا حتى في المنظومة الاجتماعية التي تحولت الى العمل بقاعدة " معك قرش بتسوى قرش"!

التوجيهي مرحلة مختلفة تماما... يشعر فيها الجميع بمعنى العدالة ، حيث الجميع سواسية أمام أوراق الامتحان ، و حيث الجميع سواسية أمام المصلحين ، و حيث الجميع سواسية أمام من يقرأ النتائج و بعلنها . و نستكثر على أنفسنا أن نشعر يوما واحدا في العام بطعم العدالة الجميل؟

مبروك لكل الناجحين الذين سهروا و تعبوا ، لكل من درس ، و لكل من اجتهد ، و تذكروا أن تتمسكوا بحقكم بحياة عادلة ، تفرحوا بنتائجها عند كل منعطف ، أما من يحالفهم الحظ و لم يجدوا أي شماعة يعلقوا عليها كبوتهم لأنهم لا يستطيعون القول بظلم التوجيهي فتذكروا أن الحياة إن أغلقت في وجهكم بابا ، فهي عادة ما تفتح في نفس الوقت أبوابا كثيرة أخرى لكننا نبقى محدقين في الباب المغلق و لا نستطيع رؤية الأبواب المفتوحة .

أتمنى أحيانا أن تصبح حياتنا كلها إمتخانا للتوجيهي فقط لنشعر كل يوم بمعنى العدالة المريح





  • 1 02-08-2011 | 12:50 PM

    رائع

  • 2 علاء 02-08-2011 | 05:16 PM

    سلم قلمك وفمك
    سلمت يدك

    هذا الصح

    حتى وع إختلاف مستويات المدارس والمعلمين والأقل حظا وخلافه، فإن كون التوجيهي يقدم بدون إسم الطالب وهناك توحيد لوقت الامتحام وأسئلته ومستوى سهولته وصعوبته وتصحيحه

    فهو ما بقي من عدالة ... وشفافية

    أرجوكم لا نتخلّ عنها


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :