في ظاهرة تدمي القلب انقلها من عالم الحيوان.
ظهرت الكلبة والتي اسميتها "لالا" بعد نفاسها وكانت والتي اختارت حديقة المنزل ورواقه وخلف اسواره ملجاءً لها.
كانت لالا ترتمي على الأرض عطشاً وجوعاً ولا اسمع سوى استغاثة جراؤها طلباً للرضاعة منها، ولكنها لا تجد الطعام والشراب.
ولا ادري ما سر حزني وشفقتي عليها فاصبحت اخصص لها صحناً من الطعام ووعاءً اضع فيه الماء كل يومٍ لها، وهنا فليعذرني الجار لأنني اعرف عدم حبه للكلاب وفعلتها خلسةً ورحمة بها فالراحمون يرحمهم الله.
اعتادت الكلبة لالا موعد عودتي للمنزل لاجدها تنتظرني وعيناها تملأها الحب والدهشة والحيرة مني فبينما كانت علامات التعذيب والأذى واضحة على جسدها ، أصبحت أنا ملجأها الامن.
وظلت لالا ترتاد حديقتي في الموعد المخصص لها وحمايتها الزائدة لجروها المتبقي تزعجني وتضحكني وتخجلني في الكثير من الأحيان.
فمرة تلاحق ابنائي وتخيفهم عند عودتهم إلى المنزل إلى ان اخرج لها ومرة تلاحق الفتاة الرقيقة ابنة جارنا ومرة تلاحق الكبير وأخرى الصغير فلا احد يسلم من لالا وحمايتها الزائدة لجروها.
لا مارق الطريق ولا الطير الطائر ولا الصديق وكأن جروها المتبقي هاذا كان فرصتها الأخيرة للإنجاب والتمتع بعاطفة الأمومة.
جأت يوما تريني اياه والفرحة في عيونها ظاهرة تملاء قلبها وتتباهى به وكأنه الكلب المنتظر.
لالا كبر جروها واشتد عوده ولكنه لم يعد مع امه ذهب الكلب وترك امه.
ولالا لم تعد تزورني.
تظل في الجهة المقابلة تتأمل الجبال والوديان.
لم تعد تتشاجر مع الكلاب ، وكأنها دخلت مرحلة اكتئاب حاد ولا تريد شيءً وليست لديها دافعية سوى الحداد.
ترك الكلب أمه ونسي حليبها ونسي عدائها وحديتها وقتالها مع الجميع لاجله.
وفي عالمنا كم من البشر يقتدي بابن الكلبه لالا وينكر فضل أمه ويغادرها رغم انه لم يرضع من الكلبه لالا .
عالم الحيوان يدمي القلب عند الابحار به ولكني اشاهد معالمه في عالم البشر!!!!!
"رفقاً بقلوب الأمهات"