facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عبدالله: يا جابر عثرات الكرام


عامر طهبوب
24-07-2025 08:38 PM

ذرفت الدمع مدراراً وأن أستمع إلى أهل غزة، وألسنتهم تلهج بعبارات الشكر إلى جلالة الملك، وإلى الشعب الأردني العظيم، وهم يحملون أكياس الطحين إلى بيوتهم لإطعام أطفالهم الجوعى، وذرفت الدمع وأنا أستمع إلى أصوات زمامير الشاحنات الأردنية وهي تنطلق في اتجاه غزة، وقلت لنفسي الثكلى المثل الشعبي القائل: "ما بِحِن على العود إلا قِشرُه"، والقشرة هي الغلاف الخارجي التي تحيط بثمار الشجر حماية لها، وغلاف الأردن ليس كغلاف الموز والتفاح والحمضيات، ليس أملساً، وإنما كقشر البندق الذي يتطلب الكسر كما كسر عبدالله ابن الحسين الحصار على أهل غزة، مرة تلو مرة، فأنقذ أرواحاً، وجبر خواطر، ومنح الأمل، وأرسل رسالة قوية مجلجلة حانية لأهل غزة الأبرار: لستم وحدكم، ولن نترككم وحدكم.

ذلك واجب وطني وإنساني قاده جابر عثرات الكرام؛ الملك الهمام، والشعب الأردني العظيم بحق، وفي مقدمته الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتزامن فإن الأردن وجه شاحنات مساعداته إلى الإخوة المنكوبين في سوريا، وهذا هو الأردن الذي عهدته منذ كنت طفلاً، وهذا هو الأردن الذي عرف أجدادي منذ نضالات السلف من العشائر الأردنية دفاعاً عن فلسطين، ومنذ استشهاد أول الشهداء كايد بن مفلح بن جبر بن فندي العبيدات، واستشهد المئات من بعد في غير موقع في فلسطين دفاعاً عن أهلها وترابها، وروت الدماء الطاهرة باب الواد، واللطرون، والنوتردام، وقولة، وعراق سويدان، ورامات راحيل، وأزقة القدس وعند خواصر أبوابها.

ليس غريباً على الأردن هذه الشهامة، وليس دم الغزيين بغريب عن دماء أهل الأردن في شرقي النهر، وقد سمعت غلطاً ولغطاً وتشكيكاً على مدى اشهر ماضية بموقف الأردن، وأحياناً واسمحوا لي على استخدام المفردة: "بذاءة" في الحديث عن الأردن من أطراف متعددة، وبعضها للأسف من المغتربين، أو "الأغراب" من أهل البلاد في الخارج، ولم يفت ذلك عضدي قيد أنملة، ذلك أن ما ينفع الناس يبقى في الأرض، وأما الزبد فيذهب جفاءً، وعندما يصر الأردن على كسر الحصار على أهل غزة، فإنه لا يقصد أن يسجل مواقف، أو يثبت حسن نوايا وسلوك، وإنما يقوم بواجبه وكفى، ولا ينتظر من الآخرين حمداً ولا شكوراً، وإنما يقوم بما يقدر عليه في ظروف دولية شديدة التعقيد والصعوبة، لكن الأردن لا يجيد الصمت، ولا كتف الأيدي، لا الملك، ولا شعبه، ولا قواه الأمنية، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بشعب فلسطين.

حيا الله الملك جابر عثرات الكرام، والشعب الأردني كله جابر، ومعين، وسند، وكل أبنائه شرفاء مخلصين نشامى، وكل نسائه نشميات حرائر، وقد قبل الأردن بقدر كتبه الله له، أن يكون في مقدمة السدنة، وأن يكفكف الجراح ما استطاع إليه سبيلا، وسيبقى هذا البلد شامخاً قوياً كصخرة شماء لا تتزحزح، تتكسر عليها كل المؤامرات والدسائس الخبيثة التي عهدناها على مر تاريخ هذا البلد المسقوف بالعنفوان والكرامة، والوحدة الوطنية الصادقة، والمحفوظ بحفظ الله، وحيا الله مرة أخرى جابر عثرات الكرام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :