facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فيصل الفايز ومنتدى الابتكار والتنمية


أ.د احمد منصور الخصاونة
25-07-2025 12:26 PM

*لقاء الحكمة والابتكار في خدمة الوطن

في مشهد وطني مشرق، اجتمع الفكر والرؤية، والخبرة والإرادة، حين التقى منتدى الابتكار والتنمية بدولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، في جلسة حوارية حملت من العمق ما يليق بوطن مثل الأردن، ومن الأمل ما يليق بقيادته وشعبه، ومن الطموح ما يليق برجاله المخلصين الذين لا يعرفون سوى العمل لأجل الوطن.

هذا اللقاء لم يكن مجرد محطة عابرة في سجل الأنشطة الوطنية، بل شكل لحظة مفصلية تتوج مسيرة منتدى الابتكار والتنمية، الذي انطلق قبل أكثر من أحد عشر عامًا على يد قامة علمية ووطنية بارزة، الأستاذ الدكتور محمد الفرجات، الذي قاد المنتدى برؤية ثاقبة وإيمان عميق بقدرة العلم والابتكار على خدمة الوطن وتوجيه مسارات التنمية فيه. لقد وُلد المنتدى ليكون منبرًا علميًا وطنيًا مستقلًا، يُعنى بتقديم أفكار خلاقة، وصياغة مبادرات استراتيجية في مجالات حيوية تمسّ صميم السياسات التنموية، مثل المياه والطاقة، والمدن الذكية، والدَّين العام، والتنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والابتكار ، والنيتروجين الأزرق والأخضر والبني او الاسود، والمياه الجوفية والعميقة، والوقود المستدام، وتغير المناخ واللاجئين ، وضعف الحياة الحزبية، واللامركزية والتنمية المحلية وتمكين الشباب والمرأة والاستدامة والبيئة، والتدريب المهني والتعليم والصحة و تحفيز الاستثمار والاقتصاد الإنتاجي و تعزيز دولة القانون ومكافحة الفساد وغيرها من الملفات التي تشكل التحدي والفرصة في آنٍ معًا.

وخلال هذه السنوات، لم يكن المنتدى صدى للنظريات فقط، بل كان منصة فاعلة للإنتاج العلمي الجاد، إذ أنتج عددًا كبيرًا من الدراسات الرصينة، ونظم آلاف الورش والاجتماعات المتخصصة، التي جمعت بين الأكاديميين والخبراء وصناع القرار، في محاولات جادة لردم الفجوة بين النظرية والتطبيق، وبين ما هو علمي وما هو عملي، خدمة لمسيرة التنمية الوطنية، ومن منطلق الإيمان بأن الأردن قادر على تخطي التحديات بالعلم والانتماء والإرادة.

وجاء اللقاء الأخير مع دولة فيصل الفايز، ليكون تتويجًا لهذه المسيرة المتراكمة، وليفتح آفاقًا جديدة من الدعم السياسي والمعنوي للمنتدى وأفكاره ومبادراته، خاصة وأن دولة أبو غيث يُعد من الرموز الوطنية التي تُقدّر الفكر المؤسسي، وتدرك أهمية الحوار العلمي في صناعة القرار، وهو ما أضفى على اللقاء قيمة مضافة، ورسالة دعم ضمنية لكل من يعمل من أجل الأردن بعقل منفتح وروح وطنية عالية.

إن ما تحقق خلال هذه السنوات من جهد متصل، وما شهده هذا اللقاء من توافق في الرؤى، يعكس نضوج تجربة المنتدى، ويدفع بها نحو أفق أوسع من التأثير والشراكة، ليظل المنتدى منصة ابتكار، وصوتًا علميًا عاقلًا، يرفد مسيرة الوطن بما تحتاجه من رؤى وسياسات ومبادرات.

وكانت المفاجأة التي عبّر عنها جميع الحضور، هي غزارة المعرفة وسعة الاطلاع التي يتمتع بها دولة فيصل الفايز. فقد أدهشنا بثقافته العميقة وفهمه الاستراتيجي، ليس فقط في السياسة والإدارة، بل أيضًا في أدق التفاصيل الفنية المتعلقة بالمياه والطاقة والاقتصاد والبيئة. وكان حواره مثريًا، ونقاشه دقيقًا، وملاحظاته نابعة من خبرة رجل دولة عاصر الملوك، ورافقهم، وشارك في صناعة القرار في أدق اللحظات الوطنية.

دولة فيصل الفايز ليس مجرد مسؤول عابر في مسيرة الدولة الأردنية، ولا مجرد سياسي مارس العمل العام في مراحله المختلفة، بل هو قامة وطنية سامقة، ورمز من رموز الرجولة والوفاء والانتماء، رجل خبر مفاصل الدولة وخدمها بإخلاص في أدق الظروف، ووقف إلى جانب القيادة الهاشمية بكل شرف واقتدار. لقد نشأ دولة أبو غيث في مدرسة الحسين الباني، المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، حيث نهل من معينها الصافي قيم الولاء والرجولة والحكمة، وكان قريبًا من الحسين، مرافقًا ورفيقًا في ميادين الوطن وخدمته، مشاركًا في بناء مؤسساته، ومطلعًا على نبض الأردنيين وآمالهم وتحدياتهم. وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، استمر على ذات العهد والوفاء، رفيقًا أمينًا لجلالة الملك في حمل الأمانة، وصوتًا عاقلًا متزنًا في حضرة الوطن، وعنوانًا للرؤية العميقة والطرح الحكيم.

دولة فيصل الفايز يجسد النموذج الأردني الأصيل، في التواضع والرزانة، وفي البُعد عن الشعبوية، وفي الإيمان بأن العمل الوطني الصادق لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى ضمير حي، وبوصلة لا تحيد عن الوطن وقيادته. إنه صوت العقل في لحظات الانفعال، ورمز الوحدة الوطنية في وجه التجاذبات، ووجه من وجوه الثقة في مؤسسات الدولة، لما يملكه من مصداقية سياسية وشخصية متجذرة في ضمير الأردنيين، الذين يرون فيه امتدادًا لجيل الرجال الكبار الذين صنعوا الهوية الأردنية الحديثة. فيصل الفايز هو نبت الأرض الأردنية، ووريث مدرسة الحكم الهاشمية، ورجل الدولة حين تحتاج الدولة إلى رجالاتها.

وقد عبّر دولة فيصل الفايز، خلال اللقاء، عن دعمه الكامل للمبادرات النوعية التي قدّمها منتدى الابتكار والتنمية، مؤكدًا إيمانه العميق بدور الفكر العلمي والمبادرة الوطنية في رسم ملامح المستقبل، ومعلنًا التزامه بنقل هذه المبادرات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، تأكيدًا على أن الأردن كان وسيبقى وطنًا يحتضن الأفكار الخلاقة، ويثمّن الجهود الصادقة، ويمنحها فرصة الوصول إلى صانعي القرار. هذا التصريح النبيل رفع من معنويات المنتسبين إلى المنتدى، الذين طالما عملوا بصمت واجتهدوا بإخلاص، وأشعل في نفوسهم شعلة الأمل بأن يظفروا بلقاء جلالة الملك، القائد الذي يُولي كل جهد تنموي اهتمامًا خاصًا، ويحتضن أبناءه أصحاب الفكر، ويكرّم كل من يقدّم خلاصة علمه وخبرته لخدمة الوطن.

إن هذا اللقاء لم يكن فقط محطة تكريم للماضي، بل بوابة مفتوحة نحو المستقبل، تعزز الإيمان بأن العقول المبدعة لا تُترك في الظل، وأن جلالة الملك، كما عهدناه، يرعى العقول النيرة ويُقدّر العطاء الوطني، لا سيما حين يكون نابضًا بالمسؤولية وروح المبادرة.
في نهاية اللقاء، أدرك الجميع أن الأردن بخير ما دام فيه رجال مثل فيصل الفايز، وطاقات وطنية مثل أعضاء المنتدى، يجتمعون على كلمة سواء: حب الوطن وخدمته بإخلاص وصدق وإبداع. تحية اعتزاز لمنتدى الابتكار والتنمية على جهوده، وتحية تقدير لدولة فيصل الفايز، رفيق الملوك وصاحب الرأي العميق، الذي يبقى كما عرفه الأردنيون: حكيم الدولة، ورمز الوفاء والانتماء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :