حقق نادي الحسين إربد إنجازاً كبيراً بفوزه بكأس السوبر الأردني، وهو انتصار رياضي يستحق الفخر والتهنئة، لكنه في حقيقته يتجاوز حدود الملعب والبطولة، ليُجسد نقلة نوعية في الفكر الإداري والرياضي داخل الأردن.

فالمؤسسة الرياضية التي حملت اسم "الحسين" لم تكتفِ بتعزيز فريقها فنياً وبدنياً، بل تبنّت نهجاً مؤسسياً جديداً يعتمد على الفكر الاستثماري، بقيادة رئيس النادي عامر أبو عبيد وأعضاء الإدارة المميزين وفي مقدمتهم المحامي غيث المعاني .

إن ضخ الأموال وحده لا يصنع النجاح المستدام، لكن ربط المال بالفكر، والبطولة بالاستثمار، والمنافسة بالاستقلال المالي، هو ما يُميز تجربة نادي الحسين إربد، ويجعلها نموذجاً يحتذى به للأندية الأردنية قاطبة.

أكثر من مجرد انتصار في مباراة، فوز الحسين هو رسالة للمستقبل؛ أن الرياضة الأردنية تستطيع أن تنهض إذا ما تبنت عقلاً إدارياً نيراً واستراتيجياً، يُوظف الموارد ويبني القاعدة الشبابية، ويصنع من الأندية مؤسسات مستقلة لا تعتمد على الدعم المؤقت بل على النمو الذاتي والتخطيط المحترف.

ليس من قبيل المصادفة أن يحمل هذا النادي اسم "الحسين"؛ فكما كان الحسين الباني، المغفور له الملك الحسين بن طلال، رمزاً للاستقرار والتحديث وبناء مؤسسات الدولة، وكما يُمثّل ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني اليوم أملاً متجدداً للأردنيين في مستقبل واعد، فإن نادي الحسين إربد يُجسد في مجال الرياضة هذا الامتداد الرمزي والفكري لاسم "الحسين".

فالحسين اسمٌ ارتبط دوماً بالنهضة، سواء في السياسة أو في التنمية أو في الرياضة.

واليوم، كما تتطلع الأنظار إلى الأمير الحسين كقائد شاب يمثل الجيل الجديد بكل تطلعاته، يتطلع عشاق الرياضة إلى نادي الحسين كرمز لفكر رياضي جديد، يُعيد تشكيل مستقبل الكرة الأردنية على أسس حديثة.

التجربة التي يقدمها نادي الحسين اليوم يجب أن تُقرأ جيداً من قبل الجهات المعنية بالرياضة في الأردن. فالمعادلة الناجحة ليست فقط بالفوز بالكؤوس، بل بتحقيق رؤية أعمق تقوم على:

استثمار الأندية في ذاتها.

تطوير البنية التحتية.

بناء قاعدة ناشئين قوية.

وتحقيق استقلال مالي طويل الأمد.

إن هذا النموذج يستحق الدعم، لا لأنه فقط ناجح، بل لأنه يُؤسس لما يجب أن تكون عليه الكرة الأردنية في العقد القادم: رياضة وطنية منتجة ومستقلة ومؤثرة.

في زمن تكثر فيه التحديات، تأتي الإنجازات المُلهمة لتفتح النوافذ نحو الأمل.

و"الحسين" – بكل ما يحمله الاسم من دلالات – يُجسد اليوم في السياسة والرياضة رؤى المستقبل، وقيم البناء، والقدرة على تحويل الحلم إلى واقع.

فلنحتفل بنادي الحسين، لكن لنجعل من فكره نموذجًا، ومن استثماره طريقًا، ومن اسمه رمزًا... كما كان دائمًا.