"سنستمر في دعم غزة وأهلها بما أوتينا من قوة، لا منّةً بل وفاءً لمبدأ آمنّا به منذ البداية: أن الحق لا يسقط بالصمت، وأن الوقوف مع الشعب الفلسطيني واجب لا يحدّه ظرف. هذه ليست مواقف طارئة، بل مسار ممتد نحمله في ضميرنا ووعينا الوطني، كما حمله الهاشميون من قبلنا جيلاً بعد جيل.
فمن الشريف الحسين الذي رفض التفريط بالقدس، إلى الملك المؤسس الذي استشهد على أبوابها، إلى الملك الحسين الذي حافظ على الوصاية في أحلك الظروف، جاءت مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني لتُجدد هذا العهد. تحرك منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة والضفة، ووقف أمام العالم دون تردد، حاملاً الرواية الفلسطينية بكل صدق وشجاعة، رافضًا تمييعها أو تجاوزها.
وفي كل محفل دولي، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وباريس وبروكسل، قالها واضحة: لا أمن ولا استقرار دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين محفوظ بقرارات أممية لا تموت بالتقادم، منها القرار 194، وقرار 181، و242، وقرار 67/19.
وكان صوته صوتنا، ووجهه وجه كل أردني حر. لم يترك غزة وحدها، ولا نسي الضفة ولا القدس، بل حمل وجعهم كما نحمله نحن. أرسل المساعدات، وخاطب الضمير العالمي، وواجه التزييف بالحقائق، لا بالصراخ.
وعلى ذات الدرب، سمعنا سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، يتحدث باسم الجيل القادم من الأردنيين، في قمة الجزائر، وفي مقابلاته، وفي ظهوره الثابت بجانب جلالة الملك. قالها كما نقولها نحن: "القدس عنوان وحدتنا، وفلسطين قضيتنا المركزية". لم يتردد، ولم يُجامل، بل قال ما نؤمن به جميعًا: أن دعم فلسطين واجب وطني، لا مجال فيه للحسابات.
اليوم، نُساند غزة إنسانيًا، نرفد الضفة بالدعم والصوت، ونُعيد تثبيت الحق الفلسطيني في وجدان العالم. ولسنا وحدنا، فقيادتنا تقولها بالفعل لا بالشعارات، وتتحرك باسمنا جميعًا… لتبقى فلسطين حرة، وتبقى القدس عربية، ويبقى صوت الأردن عاليًا لا يُشترى ولا يُساوم."