facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعديل المزاج !!


سميح المعايطة
03-08-2011 04:20 AM



توجيه النقد للجهات المسؤولة في كل السلطات التنفيذية والتشريعية امر طبيعي بل ضروري من الناس والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني المعنية لانه جزء من الدور الرقابي لكل هذه الجهات ووسيلة ردع للمسؤول حتى يشعر انه تحت سمع وبصر جهات عديدة , ونتحدث هنا عن النقد الموضوعي البعيد عن الشخصنة .

وفي مراحل مختلفة كان النقد له ثمن , وكان هذا الثمن اما عاجلا او اجلا , وكان هناك حساب معقد لمن يريد توجيه النقد , وكنا نجد وسائل تعبير مثيرة مثل حيطان وابواب دورات المياه العامة في الجامعات وكراجات الباصات , وكان امرا ليس متوفرا ان تجد مقالات او مواد صحفية ناقدة , وحتى الاحزاب كانت تلجأ الى منشورات سرية , والبعض كان يمتلك خطابين واحدا متخما بالهدوء واخر متطرفا في غرف مغلقة اخرى .

وعندما جاءت مجالس النواب كان هناك من يمارس النقد لانه من مدرسة سياسية معارضة , والبعض كان يمارس نقدا محسوبا بالورقة والقلم , والبعض كان ينتقد لكنه يخاف من ثمن يدفعه ليس باعتقال او محاكمة بل اثمان من نوع اخر .

واليوم في المرحلة السياسية التي نعيشها لم يعد النقد عملة نادرة او امرا يحسب له صاحبه الف حساب , ففي كل مكان يمكن لاي كان ان يكتب مهاجما الحكومة بل ما هو اكبر منها سواء ببيان ناري او مقال او مظاهرة او يافطات , ويمكن لاي شخص ان يقول في اي مجلس ما يريد وان يوجه نقده مهما كان سقفه الى اي جهة , والى كل المستويات , بل ان اللجوء الى الرموز واللغة المشفرة والهروب الى لغة كليلة ودمنة والف ليلة وليلة لم يعد حاضرا , فمن يريد ان يقول شيئا يستطيع مباشرة دون ان يلتفت حوله او يتفقد الحضور .

وفي كل المراحل حتى قبيل المرحلة الاخيرة كان البعض يمارس النقد من خلال غيره , اي المعارضة بالوكالة , فان وجد مقالا ناقدا معارضا في صحيفة قرأه بفرح واذا امتلك مخزونا من الشجاعة تحدث عنه , وان كان من فئة الشجعان جدا اتصل مع الكاتب وشكره , والبعض كان يمارس النقد من خلال متابعة البرامج التفزيونية الناقدة او شبه المعارضة محليا , او البرامج التي تقسو على الانظمة في بعض الفضائيات , وكان ينام مرتاح الضمير بعد ان يسمع الى ما يرتاح اليه

اليوم الكل يقولون مباشرة ودون وكيل ما يريدون , ويمكن تقول كل شيء , وعلى وسائل التواصل الالكترونية ان تقول ما لايقال , وفي التعليقات على الاخبار حتى اخبار الفنانين تقول ما كنت لاتجرؤ على التفكير به .

اليوم قد لاتجد أي جهة اعلامية او سياسية او مواطن سقفا خاصا لممارسة النقد او المعارضة , فسقف الشارع اعلى , ولايمكنك ان تقول ما لايجرؤ الاخرون على قوله , لكن ما يمكن ان يميز هو القدرة على صياغة لغة الحكمة والراي الهادئ الذي يتكامل مع النقد الموضوعي او لنقل اننا بحاجة الى تعديل المزاج العام بما لايتعارض مع حق التعبيرمن الحدة والقسوة الى المعالجات الموضوعية القادرة على خدمة الاصلاح ومصالح الناس ومستقبل الدولة.

Sameh.almaitah@yahoo.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :