محاور عربية ووطنية في لقاء الملك مع نخبة من الإعلاميين
نادر الظهيرات
02-08-2025 12:57 AM
في وقتٍ يعاني فيه العالم ودول الإقليم بشكل خاص من الحروب والأهوال والتحديات وعدم الاستقرار، وانفلات غريزة القتل والدمار واستعمال الحصار الجائر ومنع الغذاء والدواء عن المدنيين، أطل جلالة الملك حفظه الله ورعاه برسائل محملة بكل معاني العروبة والوطنية والإنسانية، رسائل تعبر عن رابط الدم والتاريخ، والتي حملها الأردن استجابةً لكل نداء ممن طلب العون من أشقائنا، باعتباره واجبًا لا يجوز التأخر فيه.
جاء ذلك خلال لقاء جلالته بنخبة من الشخصيات الإعلامية، حيث أكد خلال هذا اللقاء أن الأردن سيبقى السند الأكبر والأقرب للأهل في غزة وعموم الأهل في فلسطين، وسيستمر بتقديم كل ما يستطيع انطلاقًا من واجبه تجاه أشقائنا. كما شدد جلالته من خلال الاتصالات واللقاءات التي قادها مع قادة العالم للضغط من أجل إنهاء الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية، وهذا ما تحقق بجهود جلالته من قيام دول عديدة بمشاركة الأردن في إنزال المساعدات الجوية، بجانب المساعدات البرية.
ونُذكّر هنا أن جلالة الملك قاد بنفسه كسر الحصار عن غزة بالإنزال الجوي حينما فرضت إسرائيل حصارًا بريًا على قطاع غزة، مخاطرًا بنفسه، تزامنًا مع قيام ولي العهد الأمين بمرافقة مستشفى ميداني مع طواقم طبية أردنية عبر معبر رفح، وقيام سمو الأميرة سلمى بهذا الواجب الوطني. ولجلالة الملكة دورها الكبير في أقوى مرافعة تاريخية وسياسية ووطنية عن القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني مع وكالة C.N.N، مما كان له أثر كبير من حيث المضمون والهدف.
ولأن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه مرتبط بقوة الأردن، شدد جلالته على الاهتمام بجوانب التنمية وتعزيز الاقتصاد لتحقيق مستقبل آمن ومريح للمواطنين، وأن المضي قدمًا في البناء والعطاء لا يعني عدم الشعور بالألم والحزن لما يحصل مع أهلنا في غزة، وأن قوة الأردن هي قوة لفلسطين ولجميع أشقائنا.
ولأن الرأي والرأي الآخر هما من ثوابت الديمقراطية الأردنية وهما قوة للدولة، ركز جلالته على حسن الخطاب والكلمة الطيبة بعيدًا عن الاتهام، والتي من شأنها ترسيخ معاني المحبة ووحدة الصف في وقت يتطلب منا أن تكون رسالتنا وبوصلتنا هي حماية الوطن ووحدة الأردنيين وتماسكهم ومناعة الجبهة الداخلية، لأنها هي السند المنيع أمام كل التحديات.
لقد كانت رسائل جلالة الملك بما تحمله من عمق المعاني العروبية والوطنية والأخلاقية والإنسانية، وما يحمله من إرث ديني وتاريخي بُنيت عليه أمجاد أمتنا، حيث يسعى دومًا بقيادته الحكيمة أن يكون الأردن في طليعة شعوب العالم وأن يبقى السند للأهل في فلسطين ولجميع أشقائنا العرب.