الأردن الذي يطعم الجائع .. لا يزايد
د. ماجد عسيلة
03-08-2025 09:44 AM
في وقت تتعالى فيه أصوات "الناقدين" و"المنظّرين"، يختار الأردن أن يتحدث بلغة الأفعال لا التصريحات، وأن يضع يده على الجرح لا على الكاميرا.
ففي حين تحولت بعض المواقف العربية إلى بيانات إنشائية أو منشورات نارية على المنصات الرقمية، كان الأردن -الصغير في موارده الكبير في ضميره- يسير القوافل، ويكسر الحصار برا وجوا، ويوصل الغذاء أمام العالم، إلى أفواه "المجوعين" في غزة، لا عبر شعارات منمقة، بل عبر عمل ميداني مباشر يصل إلى الناس لا إلى عدسات الإعلام.
الفرق بين الأردن وغيره من الدول وأشباه الدول واضح وجلي: هناك من اختار أن يتاجر بالقضية، وهناك من حملها.. هناك من يملك المال والمنصات ولا يملك القرار أو الجرأة، وهناك من يملك الشجاعة والإرادة رغم قلة الإمكانات.
لم ينتظر الأردن موافقة ولا تغطية إعلامية، بل كان أول من فتح معبرا، وأول من ساند الميدان بالصوت والسند.. بينما كانت شعوب تطالب قادتها بفعل شيء، كان الأردن قد فعل الكثير.
الأردن لا يبحث عن تصفيق، ولا عن "ترند"، بل عن دور قومي أخلاقي وإنساني ظل ثابتا منذ عقود، لم يغيره تغير الظروف ولا تبدل التحالفات.
أما أولئك الذين ينتقدون -دولا أو كيانات أو نخبا-، فلينظر إلى رصيدهم على الأرض؛ ماذا قدموا؟ كم شاحنة أرسلوا؟ كم انزالا نفذوا؟ كم حالة إنسانية أنقذوا؟ وكم مرة خاطروا بعلاقاتهم أو توازناتهم لأجل غزة؟
الفرق بين من يتحرك بدافع الواجب، ومن يتحدث بدافع الاستعراض، أن الأول يصنع الفارق، والثاني يصنع الضجيج.
وفي زمن قل فيه الفعل وكثر فيه الكلام، يبقى الأردن شاهدا على أن من يحب فلسطين حقا، يخدمها دون أن ينتظر الثناء.