الضجة التي اقيمت مؤخرا حول مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" ربما زادت من اهمية العمل وجعلت العديدين يسألون عن القنوات التي بثت هذا المسلسل الذي ينتظر ان يثير اكثر من قضية حساسة وربما يتجاوز خطوطا حمرا يصعب التعامل معها خاصة في هذا الوقت بالذات.

بكل فخر واعتزاز نقول اننا عبر صفحات "العرب اليوم" كنا اول من تطرق الى موضوع هذا العمل والاثار السلبية الناجمة عن تصويره وعرضه وذلك منذ بداية عام (2010) عندما اوقف تصويره في المغرب بعدما اصرت السلطات المغربية على معرفة مصادر الاموال التي تمول المسلسل ليتحول العمل الى سورية ولكن السلطات السورية رفضت منحه تصاريخ للتصوير بناء على فتوى دينية وهذا ما حصل ايضا في مصر ليستكمل التصوير بالاردن بعد فتوى من قاضي القضاة امام الحضرة الهاشمية الشيخ الدكتور احمل هليل وكنا في "العرب اليوم" اول من نشر هذه الفتوى التي كانت تسمح لتصوير المسلسل الا انها لم تتطرق للموضوع الشائك بشأن تجسيد شخصيتي الحسن والحسين عليهما السلام وبالتحديد يوم 10/5/2010 خاصة في ظل رفض الازهر السماح بتجسيد الشخصيتين.

والان وبعد ان بدأت القنوات بث المسلسل فان هذا الاختيار لم يكن موفقا فبعيدا عن موضوع تجسيد الصحابة وال البيت خاصة ان هذا موضوع ديني له وعليه, الا ان تقديم هذه الشخصيات الثلاث الحسن والحسين ومعاوية خطأ في هذا الوقت بالذات, وهذا ما سبق وقلناه في "العرب اليوم" عندما اعلن المركز العربي فكرة انتاج مسلسل "معاوية بن ابي سفيان" وذلك نظرا لحساسية الموضوع من ناحية انقسام الامة الاسلامية, الى سنة وشيعة هذا الصراع الذي عاد بقوة هذه الايام وتحول الى نزاع موجود في اكثر من بلد عربي واسلامي.

المشكلة الاساسية في الموضوع ان العمل مهما حاول القائمون عليه التعامل بحذر مع احداث معركة صفين وما تلاها من انقسام للامة الى سنة وشيعة وما تلاها من حروب انتهت بموت الحسين عليه السلام فان هذا الموضوع تختلف فيه الروايات والحكايات وكل جانب يتناولها برؤية مختلفة عن الاخر لان كل فئة تعتقد انها على حق لدرجة ان البعض يكفر الاخر وهذا ما نلمسه في الاحداث التي يذهب ضحاياها من الابرياء يوميا ومن هذا المنطلق فما هي الفائدة من اثارة الفتنة من جديد عبر شاشة التلفزيون ومن المستفيد من هذا وما هي الفائدة التي ستعود على المشاهدين من ذلك.

ان المتابع للاحداث يجد ان صراع السنة والشيعة موجود هذه الايام في العراق وايران وسورية ومصر ولبنان وباكستان, والهند والبحرين والعديد من الدول الاسلامية, والمفروض ان تكون هناك دعوات للتهيئة وقتل الفتنة وليس اثارتها ونبش القبور وتقديم الشخصيات على الشاشة ليزداد الصراع اشتعالا انهذا كله يجعلنا نسأل لماذا نبش هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات ومن المستفيد من اثارته ولصالح من فاذا ما عرفنا سنعرف بالتأكيد لماذا انتج هذا العمل.


saleh_assad@hotmail.com
العرب اليوم