في خطوة تعكس روح المبادرة والإيمان العميق برؤية الحزب المدني نحو بناء حياة سياسية متجددة وقادرة على الاستجابة لتطلعات الأردنيين، أطلق الحزب المدني مبادرته النوعية التي جمعت الأحزاب الديمقراطية تحت سقف واحد في "ملتقى الحوار لوحدة التيار الديمقراطي" الذي أقيم اليوم السبت الموافق التاسع من آب 2025، في أجواء من الحوار المسؤول والحرص على المصلحة الوطنية العليا، حيث جاء هذا اللقاء ليؤكد أن العمل الحزبي ليس مجرد منافسة على المقاعد أو اختلاف في الشعارات، بل هو سعي حقيقي لبلورة برنامج وطني جامع يعزز الحريات، ويرسخ العدالة الاجتماعية، ويحقق التنمية المتوازنة بين جميع المحافظات.

ونحن، كحزبيين، نرى في هذه المبادرة تجسيدًا عمليًا لفكرة أن الديمقراطية تبدأ بالتلاقي على القواسم المشتركة قبل الاختلاف على التفاصيل، وأن المرحلة المقبلة تتطلب تكثيف الجهود المخلصة من أجل الوصول إلى صيغة اندماجية تفضي إلى قيام حزب واحد قوي يمثل التيار الديمقراطي بأطيافه كافة، ليكون صوتًا موحدًا وقادرًا على التأثير في صناعة القرار، وداعمًا لمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وقد جاء هذا الملتقى ليجمع تسعة أحزاب مشاركة، لكل منها تاريخ وتجربة، لكنها جميعًا التقت على كلمة سواء، هي أن الوطن فوق الجميع، وأن التحديات الكبيرة التي تواجه الأردن تستدعي العمل المشترك لا العمل المنفرد، والتنسيق الدائم لا التحرك المتوازي، ومن هنا فإننا نتوجه بالشكر والتقدير لهذه الأحزاب التسعة التي لبّت الدعوة وأسهمت في إثراء النقاش وطرح الرؤى، في صورة حضارية تعكس أن الخلاف في الأسلوب لا يلغي الاتفاق على الهدف.

إن ملتقى التيار الديمقراطي، بهذه الروح الإيجابية، يمكن أن يكون اللبنة الأولى في بناء حالة سياسية جديدة، قائمة على الاحترام المتبادل، والشفافية، والمشاركة الفاعلة من جميع المكونات الحزبية، وهو ما نأمل أن يستمر ويتطور ليصبح إطارًا مؤسسيًا دائمًا للحوار والتشاور، يمهد الطريق نحو أردن أقوى