مدير عام الضمان الاجتماعي والبطة العرجاء
المهندس سميح جبرين
10-08-2025 12:18 PM
مصطلح البطة العرجاء مستخدم في السياسة الآمريكية وتحديدا مع الرئيس الامريكي المنتخب بدورته الاولى، فعندما يمضي الرئيس ثلاث سنوات من فترة رئاسته الاولى ويدخل بالسنة الرابعة، يصبح الرئيس اسير رغبته بالفوز بفترة رئاسية ثانية وهذا ما يدفعه للتخفيف من لهجته واتخاذ القرارات الحاسمة تجاه بعض القضايا الجدلية وذلك بغرض الحفاظ على شعبية تؤهله للفوز بفترة رئاسية ثانية، ولهذا يطلق عليه لقب البطة العرجاء العاجزة عن السير بالسرعة المطلوبة.
مضى على إحالة مدير عام الضمان الاجتماعي الى التقاعد الدكتور محمد الطراونة عدة شهور، وقد تم تكليف الدكتور جاد الله الخلايلة بإدارة المؤسسة بالوكالة الى حين تسمية مدير عام بشكل رسمي، وبالرغم من ان الدكتور جاد الله يمتلك المؤهلات التي تمكنه من إدارة المؤسسة بشكل افضل من غيره يتم تسميته من خارج كوادر المؤسسة لكونه يعرف تفاصيل كل صغيرة وكبيرة بالمؤسسة، إلا انه لم يتم تثبيته كمدير عام لهذه اللحظة.
المؤسسة باتت تحتاج وبشكل ملح لمراجعة شاملة لنهج وآلية عمل بعض دوائرها، واخص هنا الدوائر المعنية بلجان التفتيش والتدقيق بملفات المنشآت الخاضعة لقانون الضمان وكذلك لجان تسوية الحقوق الاستئنافية ولجنة شؤون الضمان، فهذه اللجان باتت تشكل عائق كبير وتستهلك الكثير من الوقت لاتخاذ قراراتها، فهل يعقل أن القرارات التي تتخذها لجنة شؤون الضمان تحتاج لخمسة شهور لصدورها، وهذا جانب واحد من جوانب الامور التي تحتاج لإعادة النظر بنهج عملها، مما يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة من قبل مدير عام الضمان الذي نجده وبطبيعة الحال غير قادر على اتخاذها بسبب وضعه كمدير عام بالوكالة وليس بالأصالة.
وهنا نسأل، ما الذي يؤخر مجلس إدارة الضمان ورئيسه وزير العمل حكما من التنسيب لرئاسة الوزراء بتسمية مدير عام للمؤسسة، وكذلك نسأل رئاسة الوزراء عن سبب السكوت على عدم تسمية مدير عام لواحدة من أهم مؤسسات الوطن، فمؤسسة الضمان ونظرا لأهميتها، فهي لا تحتمل هذا التأخير باتخاذ قرار بتسمية مدير عام ليبدأ بكل ثقة بنفض الغبار الذي علا الكثير من ملفاتها.