دراسة تكشف عن مخاطر صحية جسيمة لتناول اللحوم يوميًا
12-08-2025 11:13 AM
عمون - قد يُشكّل تناول الأطعمة غير النباتية يوميًا، وخاصة اللحوم الحمراء أو المصنعة، مخاطر صحية جسيمة، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة. فقد وجدت دراسة بريطانية واسعة النطاق، أجرتها جامعة أكسفورد على ما يقرب من 475,000 بالغ على مدى ثماني سنوات، روابط قوية بين كثرة استهلاك اللحوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الكبد، وداء السكري من النوع الثاني، ومشكلات الجهاز الهضمي.
وسلطت الدراسة الضوء على ست حالات صحية محددة يمكن أن يكون فيها تناول الأطعمة غير النباتية يوميًا ضارًا بشكل خاص. ويمكن للاعتدال واتباع نظام غذائي متوازن يشمل المزيد من الأطعمة النباتية أن يساعد في تقليل هذه المخاطر وتعزيز صحة أفضل على المدى الطويل.
ماذا تقول دراسة أكسفورد عن تناول اللحوم والمخاطر الصحية؟
تناولت دراسة نُشرت في مجلة "BMC Medicine" كيفية تأثير تناول أنواع مختلفة من اللحوم على خطر الإصابة بـ25 حالة صحية شائعة غير سرطانية. ووجدت أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء أو المصنعة أكثر من ثلاث مرات أسبوعيًا يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب، وداء السكري من النوع الثاني، ومشكلات الكبد، والالتهاب الرئوي، ومشكلات الجهاز الهضمي. وفي الوقت نفسه، ارتبط تناول المزيد من الدواجن ببعض مشكلات المعدة والمرارة، ولكنه ارتبط أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، مما يبرز بعض الفوائد الغذائية. والأهم من ذلك، أن وزن الجسم (الذي يُقاس بمؤشر كتلة الجسم) يلعب دورًا رئيسيًا في هذه المخاطر، مما يشير إلى أن زيادة الوزن أو السمنة قد تُفاقم الآثار الضارة للإفراط في استهلاك اللحوم.
من يجب أن يكون أكثر حذرًا عند استهلاك اللحوم؟
هذه 6 حالات صحية مرتبطة بارتفاع خطر تناول الأطعمة غير النباتية يوميًا على النحو التالي:
من يعاني من أمراض القلب
تحتوي اللحوم الحمراء والمصنعة على نسبة عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول، والتي يمكن أن تتراكم في الشرايين بمرور الوقت، مما يؤدي إلى تضييقها وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية. والإفراط في تناولها قد يسبب التهابًا مزمنًا وإجهادًا تأكسديًا، مما يلحق ضررًا أكبر بصحة القلب والأوعية الدموية. فإذا كنت تعاني من أمراض قلبية أو ارتفاع ضغط الدم، فإن تناول الأطعمة غير النباتية بانتظام قد يفاقم حالتك.
مرض السكري من النوع الثاني
يرتبط الاستهلاك اليومي للحوم الحمراء والمصنعة بمقاومة الأنسولين، وهي حالة يصعب فيها على الجسم تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحيح. وهذا يصعب إدارة مرض السكري ويزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل تلف الأعصاب وأمراض الكلى ومشاكل الرؤية.
حالات الكبد
يعالج الكبد العديد من المواد الموجودة في اللحوم، بما في ذلك البروتينات والدهون. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، مثل الكبد الدهني أو التهاب الكبد، فإن تناول كميات كبيرة من اللحوم يوميًا قد يسبب ضغطًا إضافيًا على الكبد، مما قد يسرع تلفه ويقلل من قدرته على العمل بكفاءة.
السمنة
تميل اللحوم الحمراء والمصنعة إلى أن تكون غنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة، مما يساهم في زيادة الوزن. ويعد الوزن الزائد بحد ذاته عامل خطر رئيسيًا للإصابة بأمراض متعددة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. فإذا كنت تعاني من السمنة، فإن تناول اللحوم بكثرة قد يصعب عليك إدارة وزنك.
اضطرابات الجهاز الهضمي
اللحوم، وخاصة الأنواع المصنعة، أبطأ هضمًا من الأطعمة النباتية. وتناولها يوميًا قد يسبب أعراضًا مزعجة مثل الانتفاخ، والحموضة، والإمساك، ويفاقم حالات مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) أو مشاكل المرارة. ومع مرور الوقت، قد يؤثر سوء الهضم على امتصاص العناصر الغذائية وصحة الأمعاء بشكل عام.
اختلال التوازن الهرموني
يمكن للكوليسترول الموجود في اللحوم الحمراء أن يؤثر على إنتاج الهرمونات، وقد يسبب هذا اضطرابًا في الهرمونات التناسلية، وتنظيم المزاج، والتمثيل الغذائي. لذلك ينبغي على المصابين بأنواع من السرطانات حساسة للهرمونات أو اضطرابات الغدد الصماء توخي الحذر الشديد عند تناول اللحوم.
ما وراء أمراض القلب والسكري
مخاطر جدية أخرى لتناول اللحوم يوميًا، وفقًا لدراسة في أكسفورد:
تسلط الدراسة الضوء أيضًا على العديد من المخاطر الجسيمة الأخرى المرتبطة بتناول اللحوم بكثرة. فغالبًا ما تعالج الحيوانات المرباة تجاريًا بالمضادات الحيوية للوقاية من الأمراض وتعزيز النمو، ويمكن أن تدخل كميات صغيرة من هذه المضادات الحيوية إلى جسم الإنسان من خلال تناول اللحوم، وقد يسهم هذا في مقاومة المضادات الحيوية، مما يصعب علاج العدوى.
إضافة إلى ذلك، يعزز البحث النتائج السابقة التي تربط تناول اللحوم المصنعة والحمراء بزيادة خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى سرطانات الثدي والبروستاتا والكلى والجهاز الهضمي.
وتثير اللحوم المصنعة، مثل النقانق والمقدد والسلامي، قلقًا بالغًا نظرًا لمستوياتها العالية من المواد الحافظة والإضافات. ولكن تناول الأطعمة غير النباتية باعتدال ليس ضارًا بطبيعته، والاستهلاك اليومي للحوم الحمراء والمصنعة قد يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، خاصة إذا كنت تعاني من أي من الحالات الصحية الست المذكورة.
موازنة نظامك الغذائي بتناول المزيد من الأطعمة النباتية، مثل الخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور، يمكن أن يساعد في تقليل هذه المخاطر. حاول الحد من تناول اللحوم لبضع مرات أسبوعيًا، واختيار قطع اللحم قليلة الدهون، والتركيز على الأطعمة الطازجة غير المصنعة لتحسين صحتك على المدى الطويل.
تايمز أوف إنديا