facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا أنتم فاعلون؟ .. وقع الحب للطاحونة


د. محمد بزبز الحياري
14-08-2025 12:36 AM

"اسرائيل الكبرى" كانت مجرد نوايا وخرائط محفوظة بالأدراج، وكان التعاطي معها تلميحا ،وإن ذكرت علنا، تذكر خلسة أو عن طريق سياسي متقاعد أو إعلامي غير مسؤول ، كبالونات اختبار وجس نبض لا أكثر....أما بعد السابع من اكتوبر فقد ازداد منسوب وثقل ونوعية مطلقي هذه الرغبة الحاضرة بأذهان وألسنة وسلوك الإسرائيليين واليمين المتطرف تحديدا، واللغة والمفردات وحتى النبرة اختلفت، فأصبحنا نسمع نواب كنيست، ووزراء عاملون : أن آن الاوان لتنفيذ مخطط اسرائيل الكبرى.

اليوم تكتمل الحلقات، ويأتي التصريح الاهم والاخطر وعلى لسان رئيس الوزراء شخصيا (صاحب الولاية العامة) التصريح الواضح والمباشر ودون مواربة: اسرائيل الكبرى هي كامل التراب الفلسطيني بما فيه الضفة الغربية وغزة وأجزاء من الاردن ومصر ، سبقه تصريح ومباركة بوقت ليس ببعيد من رئيس الولايات المتحدة ترامب( الحليفة الاستراتيجي) ان اسرائيل ضيقة وصغيرة وبحاجة لزيادة مساحتها ، رافق ذلك وبجميع المراحل إجراءآت عملية وعلى كافة الصعد وتعبئة عامة لجميع مؤسسات الدولة لما هو قادم،وبتنا نرى تسليح الطلاب بالمدارس والموظفين والمواطنين، حتى ان المذيعين أصبحوا يظهروا على الشاشات بأسلحتهم دون أدنى غضاضة وكذلك الصحفيين ومراسلي الفضائيات....
ماذا تنتظرون بعد كل ذلك...وعلى رأي الشاعر النبطي مخاطبا صديقه الذي اخذته الغفلة:

" النار شَبَّت بثوبك"
وصديقة العاجز مستمر بغفلته ويحسب ذلك مجرد قصيد وحديث عابر.

الان بعد التصريح المثير للكرامة اولا، وبعد ان تعلو موجة ردود الافعال الساذجة والعاجزة، كالاتهام بالوقاحة وقلة الادب ومخالفة قرارات الامم المتحدة، ونستكمل عبارات الشجب والاستنكار الممجوجة والمعهودة...يأتي السؤال برسم الضغط للفلسطينيين اولا ثم لجميع الانظمة العربية : ماذا أنتم فاعلون ؟!؟! فالنار أكلت اثوابكم ، والحَب وقع للطاحونة ولم يبقى سوى الاعلن الرسمي والبدء بالاجراءآت!!!! يسبقه سؤال قد يكون أهم:من ومالذي سيردع نتنياهو عن عدم تنفيذ مخططه ورغبته الشخصية ورغبة الإسرائيليين التاريخية والدفينة بإسرائيل الكبرى ؟!؟! فقد قالوا قديما لفرعون من فرعنك؟! قال لم اجد احد يصدني، وهذا لسان حال نتنياهو الان فقد صرح تصريحه وهو واثق ويعرف ان لا أحد سيصده، وهو من الصلف بمكان، حول اختيار ظروف وتوقيت اطلاق هذا التصريح، وإستغلال الفرصة التاريخية المواتية، وتداعيات الطوفان الحمساوي سيء الذكر ، فالحالة الراهنة للفلسطينيين والعرب عموما اضعف ما يكون ... بالمقابل ، فوضع اسرائيل وحلفاؤها اقوى ما يكون في معادلة الصراع الواضح نتائجها والتي افرزت بالضرورة وبالمحصلة هذا التصريح المتوقع.

لقد تنبأنا مبكرا ومنذ الايام الاولى بعد المغامرة الحمساوية غير المحسوب لنتائجها وتداعياتها، ان اسرائيل الكبرى قادمة كنتيجة شبه حتمية، وما يحدث الان من تصاعد وتصعيد مدروس بدقة متناهية، وتصريح نتنياهو هو من ضمن التداعيات المنطقية ،عندما أرخت اسرائيل آذانها وكبلت ايديها لهنيهة عند انطلاق الطوفان، ليكون ذريعة ومبررا وتمهيد لما يحصل الان والذي استغلته اسرائيل ايما استغلال فأعادت ترتيب اوراقها الداخلية التي كانت مبعثرة ثم بدأت بتدمير غزة بشكل ممنهج وعلى مراحل وانتقلت للضفة المكبلة بأوسلو اصلا، ثم لسوريا وغض الطرف عن نظامها الجديد وإبتزازه دون ادنى ردة فعل ، ثم التوجه الى لبنان وتصفية حزب الله ورموزه وختمتها بإيران وإخماد وتجميد مشروعها المناويء بجزء كبير منه لاسرائيل، وتوجت ذلك كله اليوم بتصريح نتنياهو الاخير. ونعود للسؤال الاهم: من ومالذي يمنع اسرائيل الان ويردعها من تنفيذ مخططها (حلمها )الذي اصبح قاب قوسين او أدني الى خروجه لحيز الواقع و التطبيق العملي، وأقتبس من الامير بندر ابن سلطان " ان القضية الفلسطينية قضية عادلة محاموها فاشلون واسرائيل قضية ظالمة محاموها بارعون".

إن القيادة الفلسطينية الان بشقيها؛ الفتحاوي المكبل باوسلو ولا حول له ولا قوة، والحمساوي المغامر الارعن والمفتقد للرشد والحكمة السياسية، وان هذه القيادات بوضعها الحالي حتى لو توافقت واجتمعت، ولأسباب موضوعية بحته، فهي غير قادرة على إدارة ملف صراعها مع عدوها المتغطرس والمدعوم بقوى عظمى والمدرك لحجم قوته وتأثيرها ويناور بها بكفاءة عاليه...هذه القيادات غير قادرة على إدارة ملف الصراع حتى بإتجاهه الحالي، أو إعادة توجيهه أو تغيير مساره بشكل يضمن قيام دولة، أو على الاقل كبح جماح نتنياهو واليمين المتطرف...من جهة ٱخرى فالعرب ليس لديهم حل عملي وتنفيذه ، حتى الحلول التي تبنوها ذات ضعف وتوسل، كحل الدولتين المتبوع بالسلام الشامل، رفضته اسرائيل وقفزت مباشرة للسلام ، وفَصَلَتهُ عن حل الدولتين ، وحتى انها جعلت هذا السلام المشوه مشروطا وعلى هواها وما يخدم مصالحها الذاتية فقط دون النظر بأي مصلحة ٱخرى.

الصورة قاتمة وحالكة والحلول التقليدية لهذا الوضع، كإجتماع عاجل للجامعة العربية والشكوى لمجلس الامن يوازي الشجب والاستنكار ويصب بنفس الخانة فهو غير منتج وثبت عدم جدواه تاريخيا، ويتوقعه الطرف المقابل لابل انه يُطرِبه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :