الأردن الحصن المنيع وجرش خزان الرجال
د. جاسر خلف محاسنه
16-08-2025 09:00 PM
بين الجبال التي تعانق الغيم، والوديان التي احتفظت بأسرار صمود الأجداد، يقف الأردن مثل جبل لا يلين. تتكسر على صخوره رياح إسرائيل الكبرى، فتتبدد إلى غبار عابر. هو ضوء قنديل في ليل طويل، وحارس صامت يعرف أن جذوره أعمق من كل العواصف.
من جرش، حيث تمتد أطلال المدينة الرومانية أمام بيت العائلة، أكتب هذه الكلمات وكأن الأرض نفسها تهمس في أذني. جرش ليست أطلالًا جامدة، بل خزان رجال، أجيال تربّت على الصبر والبذل، تحمل إرث الأجداد وتضعه فداءً للوطن ولجلالة الملك عبدالله الثاني. هنا، كل حجر شاهد على ملاحم الصمود، وكل وادٍ ينطق بأن هذه الأرض لا تُباع ولا تُشترى.
الأردن قلب ينبض فينا وفي وجوهنا، من أطلال جرش الرومانية إلى كل قرية وكل بيت. هو الأرض التي علمتنا أن الحرية تُستحق، وأن السيادة شعور يتغلغل في العظام قبل أن يُكتب في المعاهدات. وجلالة الملك عبدالله الثاني هو الامتداد الطبيعي لهذا الوعي، صوته يعلو فوق المنابر ليقول إن الأردن حصن الأمة المنيع، ووراءه شعب لا يساوم على وجوده. الشعب هو الجدار الذي لا يلين، اليد التي تمسك بالحراب، والقلوب التي تنبض ببيعة صافية وولاء مطلق.
الأردن اليوم يحتاج إلى صمت الأرض، إلى تماسك العشائر، وإلى وعي الجميع. كل خطوة نخطوها تُكتب في دفتر الزمن، صفحة فخر تُقرأ في الغد بأعين الأبناء، كما تُقرأ في ذاكرة الأرض التي لا تنسى. حين تمر العواصف ويشتد الصهيل، يتذكر الأردنيون أن الأرض قلب نابض، وإرث محروس، وكرامة تستحضر في كل نفس.
نحن أبناء هذه الأرض، كالوتد في الصخور، متشبثون بالحقيقة، نعرف أن الحرية والسيادة تُصنعان عبر الزمن. ومن يحرس الأرض اليوم يكتب المستقبل بيده، تحت راية جلالة الملك، وفي ظل وطن سيبقى الحصن المنيع مهما تعاظمت العواصف. وجرش ستبقى كما كانت عبر التاريخ، وفية للملك، صادقة للوطن، خزان رجال يهبون أرواحهم فداءً للأردن وقيادته الهاشمية.