facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدراما الأردنية بين الغياب والحاجة إلى استحضار الأبطال


نادر المناصير
27-08-2025 07:16 PM

قبل أسابيع عدة، كنت استمع لأثير إحدى الإذاعات الأردنية، وأنا عالق بأزمة سير خانقة، أنصت لحديث ضيفها عن شخصيات وطنية بارزة تركت بصمة عميقة في التاريخ الأردني، وأشار إلى ندرة إنتاج هذه القصص على شاشاتنا.

بالفعل الأردن غني بالشخصيات الملهمة، وأن صناعة الدراما لم تُنصفهم بعد، لدينا فنانون يتمتعون بقدرة كبيرة على تجسيد تلك الشخصيات وأثبتوا قدرتهم في دول عربية وحصلوا على أدوار بطولية، أو أفلام وثائقية لشخصيات كان لها أدوار مفصلية.

على سبيل الذكر، لماذا لا نفكر في المغفور له الملك عبدالله المؤسس الذي أرست رؤيته أسس الأردن الحديث، و المغفور له الملك حسين بن عبدالله الأول، الذي أصبح رمزاً عالمياً للصمود والحكمة والسلام. كان ملتزما دائما بالسلام من خلال التوصل إلى حل المشاكل بالوسائل الدبلوماسية بدلا من اللجوء الى استخدام القوة العسكرية، يمكن أن تلهم تاريخهم وحدها سلسلة كاملة لا تُبرز القيادة فحسب، بل تُغرس أيضا الفخر الوطني والانتماء.

وهناك أيضا رجال أمثال، وصفي التل رئيس الوزراء السابق، وأحد أبرز السياسيين الذين أثبتوا حضورهم على الساحة الأردنية. تولى رئاسة الوزراء عدة مرات وشكل أول حكومة له عام 1962 خلفاً لحكومة بهجت التلهوني، وصفي التل عرف بنزاهته وولائه للمبادئ الأردنية، والمشير حابس المجالي، القائد العسكري الأسطوري الذي ارتبط اسمه بالشرف والتضحية في سبيل الوطن. حياتهم قصص وطنية نابضة بالحياة، تُقدم للشباب الأردني نماذج يُحتذى بها تتجاوز حدود الزمان.

في مجال الثقافة، سخر مصطفى وهبي التل "عرار" شعره للمهمشين ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار ولقب بشاعر الأردن، وكذلك لعب رجال دولة مثل هزاع المجالي وآخرون أدوارا محورية في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي الأردني الحديث.

أما في المعارك والدفاع عن أرض الوطن، يجب ألا ننسى أولائك الأبطال، أحدهم والأكثر لفتا للنظر هو الملازم أول الشهيد خضر شكري يعقوب، الذي اختار التضحية خلال معركة الكرامة عام1986. بينما كان محاطا بالقوات الإسرائيلية، أرسل إحداثياته ​​الخاصة، وطلب من المدفعية الأردنية أن تقصف موقعه. هذه التضحية هي قصة شجاعة وشرف تستحق أن تُخلد على الشاشة.

كل هذه الرويات والمواقف، لم أشاهد أي دراما أردنية حديثة تُجسد هذه الشخصيات أو الأحداث التاريخية. أعترف أنني لست خبيرا في الإنتاج الدرامي، لكن أكتب كمواطن ومشاهد، وغيري كثيرون، يتوق لهم إلى رؤية أعمال هادفة تعكس تاريخنا وقيمنا وتعزز الانتماء.

وفي الوقت الذي يكون فيه الكثير من شبابنا وأطفالنا محاطين بالإلهاءات السطحية التي تصل إليهم على طبق من ذهب عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، من الواجب هنا تثقيفهم من خلال هذه القصص المُلهمة. ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني اتخذ خطوة لافتة بإعادة خدمة العلم، مُذكرا الشباب الأردني بالانضباط والالتزام والانتماء. لكن هذه المسؤولية لا يُمكن أن تقتصر على مبادرة واحدة فقط. على المؤسسات الثقافية، وخاصة الدراما الأردنية، أن تؤدي دورها أيضا.

الدراما ليست مجرد ترفيه والتسلية، بل هي بوصلة وأرشيف ثقافي ومُعلم. من خلال عرض أبطالنا ولحظاتنا الحاسمة، على الشاشة، يُمكننا أن نُقدم للأجيال الجديدة القدوة التي هم بأمس الحاجة إليها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :