facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رائحة الدم هبت من الشمال * علي أحمد الدباس


10-08-2011 06:18 PM

تبا لك أيتها الرياح ، لماذا تحولت شمالية غربية ، لتذكرينا أن أشقاءنا هناك يذبحون لأنهم أفاقوا من غيبوبتهم التي عاشوا فيها عقودا؟ أم لتذكرينا أننا أطلنا النظر نحو الجنوب حتى نسينا أن جيراننا في الشمال يذبحون ؟ أم لتذكرينا أن رائحة الدم التي حملتيها لنا هي رائحة أخوالنا و أشقائنا و أقاربنا و أصهارنا ... و ناس من لحمنا و من دمنا ؟

تبا لك يا رياح الشمال ، ألقيت علينا برائحة الدم التي تختلط فيها دماء أكثر من ألف شهيد .... ألقيت علينا برائحة الدم التي أزهقتها دولة الممانعة ، و يا ليتها أعملت دباباتها في العدو ... بل أعملتها بالناس الذين قالوا كفى ... الناس الذين صدقوا كذبة الربيع العربي ... الناس الذين ظنوا أن العرب سينجدونهم و سيذكرونهم أو على الأقل سيستنكرون المجزرة التي حصلت لهم ...

تبا لك يا رياح الشمال ، كنا حين تهبين نفتح لك الشبابيك تحملين معك رائحة الياسمين الشامي ، أما اليوم فنحن نغلق شبابيكنا عن رائحتك ، و نغلق آذاننا عن صرير صوتك ، و نغلق عيوننا حتى لا نرى تحرك الشجر على أثرك ، و نغلق أفواهنا حتى لا ننطق بما يسيئ إلى جيران تخلينا عنهم و نسينا ذبحهم و لم نعرف كيف نقف معهم !

تبا لك يا رياح الشمال ، خنقتنا برائحة الدماء ... مع أنها رائحة زكية عطرة لشهداء أزهقت أرواحهم ليطل فجر سورية ، سورية التي وصلتها جيوش الثورة العربية قديما لتكون موئلا لأحرار العرب ، و لتكون منطلقا للدولة المدنية ، ثم ما لبثت أن دخلت في غياهب الحكم المطلق و السلطة المطلقة و الموت المطلق و التخلف المطلق ....

تبا لك يا رياح الشمال ... خنقتنا حين ذكرتينا كم نحن مقصرين بحق جناحنا الشمالي ، كم صمتنا على الذبح المستمر طوال أشهر ، فقط لأننا خشينا أذية الشقيق ، و لم نشأ أن نطل برأسنا الى داخل بيت الجيران ... كم أهلكتنا يا رياح الشمال حين وشمتينا بالصمت مع أن تاريخنا حافل بالنطق الصادق و المواقف المشرفة ... كم أهلكتنا يا رياح الشمال حين عريت فينا الضمير الذي سكت عن هذه الجريمة لأننا كنا نظن أهل سورية سيضعفون و سيعودون ال ى عهدة الديكتاتور فخشينا بطشه و غضبه و قطيعته.

سوريا اليوم تذبح من شمالها الى جنوبها ، و طبيب العيون يقدح من عينيه شررا و هو يخرج للناس ليقول أن من حق الدولة أن تحارب الارهابيين و قطاع الطرق ... و نسي أنه هو الارهابي الذي يأمر الجيش أن يذبح الشعب ، و نسي أنه هو من قطع الطريق على كل أحرار سورية حين كان بطل مسرحية تغيير الدستور ليصبح الحد الأدنى لسن الرئيس أربعة و ثلاثون عاما ... و نسي أن الناس لا تنسى أن البعوضة تدمي مقلة الأسد!

سورية ... يا من تعمدت بدماء الشهداء الزكية ... يا من تقفين اليوم على طريق الحرية من العبودية ، يا من تعدين دقائق الوقت الأخيرة من الليل الطويل ... يا من تنتظرين بزوغ الفجر القريب ... لتعود سورية منارة للحرية ، و منطلقا للفكر الحر ... و درة الشرق ... و لتعود الشام شامة على خد العروبة.... سوري اصمدي في وجه الطغيان و اعذرينا على تقصير الجيران فكان الكثل قد قال (( أقرب واحد ... أبعد واحد )) لكن هي السياسة التي أغلقت في وجهنا البيبان...

تبا لك يا رياح الشمال ، على الأقل تساءلي معنا اليوم : ألم يحن بعد الوقت الذي نسمع فيه صوتا من عمان يقول كفى ذبحا بالجيران؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :