facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المشروع الإسرائيلي والمصالح الاستعمارية


م. عبدالفتاح الدرادكة
02-09-2025 11:35 PM

منذ بداياته، لم يكن المشروع الإستيطاني وليد بيئة محلية أو حركة دينية فحسب، بل هو نتاج مصلحتين متداخلتين: مصلحة استعمارية غربية تبحث عن أداة تضمن تفوقها واستمرارية سيطرتها على المنطقة العربية، ومصلحة أيديولوجية إسرائيلية تمزج بين فكرة “العرق اليهودي المختار” وبين الإرث التوراتي الذي يمنحهم – وفق زعمهم – حق الهيمنة على بقية شعوب العالم. وما نراه اليوم من تفكك عربي وصراعات داخلية ليس سوى التطبيق العملي للفكرة الاستعمارية التي أُريد لها أن تُبقي الأمة العربية متفرقة متناحرة.

لقد بدأ المسار العلني لهذا المشروع منذ مؤتمر بال (1897) الذي أسس لفكرة “الوطن القومي لليهود”، ووجد صداه لاحقًا في أخطر المؤتمرات الاستعمارية: مؤتمر كامبل بنرمان (1907)، الذي اجتمعت فيه القوى الاستعمارية (بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا) لتضع آلية تُبقي تفوقها، وتمنع أي نهضة عربية أو إسلامية. وخلص المؤتمر – حسب ما ورد في “وثيقة كامبل” – إلى أن زرع كيان غريب في قلب الوطن العربي هو الضمانة لبقاء المنطقة في حالة عدم استقرار دائم. ورغم أن كثيرًا من الباحثين يشككون في وجود تلك الوثيقة، إلا أن ما تلاها من أحداث جسّد مضمونها بدقة: سايكس – بيكو (1916)، ثم وعد بلفور (1917)، فالانتداب البريطاني على فلسطين، وصولًا إلى تسليمها للحركة الإستعمارية عام 1948.

ومنذ قيام الكيان، لم تتوقف الرعاية الاستعمارية الغربية. فبعد بريطانيا، حملت الولايات المتحدة راية الدعم المطلق، لتصبح الحامي الأول للمشروع الإسرائيلي . والسبب ليس فقط التحالف السياسي، بل السيطرة الفعلية للوبي (الإيباك) على القرار الأمريكي، بحيث لا يصل أي رئيس إلى البيت الأبيض دون أن يقدم الولاء للكيان. وتجارب التاريخ تؤكد ذلك: فـ جون كيندي دُفع إلى الاغتيال بعد اعتراضه على المشروع النووي الإسرائيلي، وجيمي كارتر خسر ولايته الثانية بسبب محاولته الضغط على إسرائيل بعد كامب ديفيد، أما بيل كلينتون فقد تمت محاصرته بفضيحة “لوينسكي” عندما حاول دفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات في مفاوضاته مع ياسر عرفات.

اليوم، ما زالت الإدارة الأمريكية، الخاضعة لسطوة الإيباك، تدعم الكيان بلا حدود، وتستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي قرار يُدين الاحتلال أو يدعم الحقوق العربية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. لكن، من يملك محاسبة القوة العظمى التي تصنع القانون وتفرض واقعها على العالم؟

تصريحات نتنياهو الأخيرة عن حلم التوسع على حساب الأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق ليست خروجًا عن نهج الكيان، بل هي إعادة إحياء للمشروع التوسعي الإسرائيلي الذي لم يغِب يومًا عن عقل قادته. إن المواجهة إذن ليست مع حكومة أو زعيم بعينه، بل مع فكرة استعمارية عنصرية متجذرة، تستمد قوتها من تحالفها مع الغرب، ومن تشتت الصف العربي. وما لم يُدرك العرب أن معركتهم مع الكيان هي معركة وجود لا حدود، سيبقى الاحتلال يمد يده ليبتلع أرضًا جديدة، فيما نبقى نحن غارقين في خلافاتنا على الهامش والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :