عمون - لم تكن المهمة سهلة، فالمريض دخل غرفة العمليات مثقلًا بالقلق، فيما حمل الأطباء على عاتقهم عبء مواجهة واحدة من أعقد عمليات جراحة الدماغ والأعصاب، لكن العلم حين يمتزج بالإرادة، والرحمة حين تتكامل مع الكفاءة، يتحقق النجاح.

في مدينة الحسين الطبية، هذا الصرح الوطني المضيء في مسيرة الخدمات الطبية الملكية، جرى إنجاز طبي جديد يُضاف إلى سجل إنجازات الطب الأردني. فقد تمكن فريق متخصص بقيادة استشاري جراحة الدماغ والأعصاب العقيد الدكتور راكان اللوزي من إجراء عملية جراحية دقيقة تكللت بالنجاح، بعدما تطلبت أعلى درجات التركيز والمهارة وسرعة البديهة.

وتألف الفريق من نخبة من الكفاءات الأردنية، منهم الدكتور علاء الدلاهمة، والدكتور مارتن قاقيش، والدكتور الخوالدة، وآخرين، حيث تكاتفوا كخلية واحدة، جمعتهم روح الانضباط والعلم، لتتحول لحظة الخطر إلى قصة نجاح. وما زاد من أثر هذه اللحظات أن المريض لم يكن مجرد حالة جراحية، بل إنسانًا وجد في كلماتهم:"أنت بين أيدٍ أمينة"بلسمًا يخفف قلقه.

ويبرهن هذا الإنجاز أن أطبائنا لا ينظرون إلى الطب كمهنة فحسب، بل كرسالة مقدسة تتجسد فيها قيم الإنسانية والعطاء. وهم بإنجازاتهم يواصلون كتابة قصة فخر للأردن وأبنائه، قصة عنوانها الرحمة والعلم والقدرة على المستحيل.