facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلمة الصفدي في مجلس الأمن: الموقف الأردني في صرخة حق عربية


لواء متقاعد محمد بني فارس
12-09-2025 09:08 AM

لم يكن صوت معالي نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في مجلس الأمن صوت مسؤول رسمي فقط، بل كان صوت كل أردني وكل عربي يرى أن كرامة الأمة لا تُباع ولا تُشترى.

لقد وصف الاحتلال بما يستحق: حكومة مارقة، غادرة، تضرب بالقانون عرض الحائط وتتباهى بالقتل والتدمير. كلمات لم تُقل لتُسجَّل في محاضر الجلسات، بل لتُدوَّن في ذاكرة الأمة كنداء صادق لا يعرف المواربة.

وقد فضح معاليه الممارسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، حيث تُحاصر غزة حتى صارت أرضًا للموت البطيء، يُحرم فيها الناس من الغذاء والدواء والحد الأدنى من مقومات الحياة. أما في الضفة الغربية، فيتوسع الاستيطان بلا توقف، ويُترك المستوطنون يعيثون إرهابًا يوميًا ضد المدنيين، فيما تُصادر الأرض ويُحاصر الشعب الفلسطيني وتُهاجم قيادته الشرعية. لقد قدّم معاليه هذه الصورة القاتمة للعالم بلغة صريحة: احتلال يُمارس الإبادة ويقضي على أي أفق للسلام.

وحين أعلن أن أمن قطر هو أمن الأردن، وأن الاعتداء عليها اعتداء على العرب جميعًا، كان يعيد الحياة لروح الأخوّة العربية التي حاول البعض إضعافها. وجاء هذا الموقف انسجامًا مع النهج الثابت للأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي يؤكد دومًا أن أمن العرب كلٌ لا يتجزأ، وأن الدفاع عن فلسطين والقدس واجب لا يسقط بالتقادم.

أما القضية الفلسطينية، فقد وضعها في مكانها الطبيعي: قلب العروبة. لم يتحدث عنها كملف تفاوضي أو قضية إنسانية فحسب، بل كهوية وحق وتاريخ لا يضيع ما دام وراءه من يتمسّك به. لقد قدّم صورة واضحة للعالم: إمّا أن يكون هناك سلام عادل يضمن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، أو أن المنطقة كلها ستظل رهينة الدم والخراب.

الخطاب لم يكن سياسة باردة، بل حرارة الموقف حين يمتزج بالصدق. كان بمثابة تذكير لنا نحن العرب أن زمن الصمت انتهى، وأن وحدة الصف هي الطريق الوحيد لحماية أوطاننا وحفظ كرامتنا.

لقد جاءت كلمة الصفدي لتضع النقاط على الحروف، وتعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح: لا مكان للمجاملات في مواجهة الاحتلال، ولا جدوى من الصمت أمام العدوان. لقد حمل الخطاب رسالة واضحة بأن صوت الأردن هو صوت الحق حين يعلو، وأن صوت الأمة يظل حاضرًا حين يجد من يحمله بأمانة وإقدام.

لقد ارتفع الصوت الأردني عاليًا ليقول للعالم: “لقد جاوز الظلم المدى… انهوه قبل فوات الأوان”. وهو نداء ليس لمجلس الأمن وحده، بل لكل حرٍّ في هذا العالم يرى أن وقوفه مع الحق هو المعركة الأسمى.

اللهم احفظ أوطاننا العربية من كل سوء، واجمع كلمتنا على الحق، وأدم عليها نعمة الأمن والاستقرار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :