في لحظة حرجة تعيشها الأمة العربية، يبرز الملك عبد الله الثاني قائدًا يجمع بين حنكة السياسة وصلابة الميدان، فهو لا يكتفي بالكلمة الرصينة في المحافل الدولية بل يجسّدها على الأرض، كما شهد العالم حين حلق سلاح الجو الأردني فوق غزة، كاسراً الحصار ومعلناً أن إرادة العرب لا تُقهر. حضور الملك في قطر اليوم يترجم هذه القوة في صورة قائد قادر على حماية تراب الشقيقة ودعم أمن الأمة، وهو يجمع بين الخبرة الطويلة في الأمم المتحدة والقادم على القمم الدولية وبين القدرة على المبادرة العملية لمواجهة الأزمات الإنسانية والسياسية.

في كل خطاب وكل تحرك، يظهر الملك عبد الله الثاني الصوت الذي يدافع عن القدس وحقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة، ويعيد التذكير للعالم أن السلام لا يُصنع بالسلاح وحده، بل بالمصداقية والقدرة على فرض الحلول الواقعية. دوره كجسر بين الشرق والغرب يعكس إدراكه أن القوة الحقيقية للعرب ليست في التهديدات العسكرية فقط، بل في القدرة على تحريك العالم لصالح قضايا الأمة، ويجعل حضوره في قطر رمزًا للقيادة العربية الواعية القادرة على الجمع بين القوة العسكرية والسياسة الرشيدة، بين المبادرة والحسم، وبين الاعتدال والعزم.

العرب سيرون فيه اليوم قائداً يترجم السياسة إلى أفعال، يجمع بين شجاعة الميدان وحكمة المفاوض، ويرسّخ صورة الأردن كقلب دبلوماسي نابض وكمثال للقوة المستنيرة، بينما يشكّل سندًا لقطر الشقيقة في مساعيها لتوحيد الصف العربي وتعزيز القضايا الحيوية للأمة..