عمون -قال الباحث السياسي الدكتور محمد البدور خلال محاضرة مع الشباب ان ماتسمعونه اليوم من مسميات إعلامية حول "دولة إسرائيل الكبرى" ما هو إلا أضغاث أحلام تاريخية يهودية تلمودية تتنافى مع الواقع، ولا مكان لها بين العرب أصحاب القومية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ٠

وأضاف البدور أن نتنياهو ويمينه المتطرف مصابان اليوم بهستيريا الخوف وفقدان الثقة بقدرة إسرائيل على حماية أمنها وضمان تفوقها، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر، وما تكشّف من حقيقة أنها، ولو كانت في بروج مشيَّدة، فلن تضمن أمنها، وبدل أن يهرب نتنياهو إلى الأمام بحلول سياسية تعطي شعبه نَفَسًا إضافيًا للحياة والعيش بسلام وتقضي بإحقاق الحق الفلسطيني والالتزام بحسن السلوك السياسي والإنساني في فلسطين والمنطقة، راح يهرب إلى الخلف ليحتمي وراء أضغاث وخرافات تلمودية حلم بها اليهود بإقامة دولتهم الكبرى، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو عبثًا ووهمًا، بجنونه السياسي في محاولاته العدوانية للتوسع الجغرافي والتفوق بالقوة ونشر الإرهاب بين شعوب المنطقة من خلال الإفراط في الإجرام والتمدد بين "العماليق" كما أسماهم بعد طوفان الأقصى ، مشيرا البدور الى ان العقلية الاسرائيلية اليوم مختبئة وراء قبعات الكهنة وقباب الحديد وهذه ليست منهجية سياسية لحكومات بل نهج قطاع الطرق والعصابات

وتابع البدور أن الحقيقة المرّة التي تدركها إسرائيل، وحتى أمريكا، هي أنها وإن كانت ترهب الحكومات والأنظمة الرسمية في المنطقة وتسعى جاهدة لتمزيق شملها، إلا أنها على شفا حفرة من الانهيار والانتحار أمام امة باتت اليوم على حافة بركان من الانفجار، وستبقى تقاتلهم جيلًا بعد جيل لطالما يرى احرارها ان في جهادهم سبيلا للجنة او كرامة الحياة .