facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما حاولت الهروب من غزة


ايهاب مجاهد
15-09-2025 08:43 AM

ذات مساء حاولت الهروب من الروتين اليومي المثقل بأخبار غزة،،مستغلا مناسبة عزيزة صادف ميلاد ابنتي ليان, ورغم عدم قناعتي بالاحتفال بأعياد الميلاد وخاصة خارج المنزل إلا أنني وجدت نفسي وعائلتي متجهين الى أحد محال الحلويات للاحتفال ونحن نسمع ونرى على هواتفنا اخبار غزة وأطفالها الذين يموتون قصفا وجوعا..

في طريقنا سالت عن ابني الأكبر عزالدين فكان الجواب أنه فضل البقاء في البيت وقلت في نفسي خير ماعملت ياعز..ولم أبدها لليان التي كان اسعادها هدفي وامها..وكان هدف إخوتها تناول الكيك و"الايسكريم".

جلسنا بين طاولات غصّت بالأطفال والشباب والعائلات وفجأة، شقّ قالب كيك يعلوه شيء من نار طريقه باتجاه الطاولات المكتظة لسبب لم نكن نعرفه، وسرعان ماتعالت معه أصوات الغناء: هابي بيرث ديه عزالدين. التفتُّ أبحث عن عزالدين المعني بعيد الميلاد..وانطلقت الأعين تبحث عن المحتفى به..لم يكن طفلا كباقي الاطفال،،كرسيه المتحرك اثار فينا تساؤلاتنا إلى ان اجابت ساقيه المحاصرة باسياخ الحديد وشرر كيكة الميلاد على بعضها..لتحكي لنا اخر فصول المعاناة لطفل أصبح "قصة صغيرة" من آلاف الحكايا الكبيرة..أنه طفل غزي من بين مئات الأطفال الغزيين الذين يتلقون العلاج في المملكة.

تجمّع الحضور حول عزالدين وحال الازدحام حوله ووالديه دون اقترابنا منه ومشاركته فرحته وفرحتنا، لكننا حضرنا وشاركنا الحضور بالدعاء له بالشفاء العاجل وبوقف العدوان على غزة..

خرجت للحظات من الصالة دون ان اترك مقعدي وعدت الى عائلتي ولم أكن بعيدا عنها..صفعني الموقف وافقت و أدركت أننا مهما ابتعدنا عن غزة، فإنها ستبقى تلاحقنا بجرحها وأبطالها الصغار الكبار.

نعم غاب ابني عزالدين عن الاحتفال، لكنه حضر في صورة عزالدين آخر جريح..لابد وانه سيقف يومًا على قدميه، ويروي لأحفاده قصة دمه الذي سال وجرحه الذي التأم في عمان، واحتفاء محبي غزة به في صالة حلويات ضاقت جنباتها بفيض المشاعر المحتفلين والمحتفى به.

انها غزة التي كلما حاولنا الابتعاد عنها اقتربنا منها أكثر..وكأنها اصبحت مغناطيس الأرض.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :