facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صمود الشرعية في وجه الروايات المستباحة


د. فاطمة العقاربة
15-09-2025 12:25 PM

بينما كانت قاعات الأمم المتحدة تصوت اعترافا بدولة فلسطين كان ماركو روبيو يختار أن يعلن روايته الخاصة من قلب القدس مشهدان متناقضان في توقيتهما لكنهما يكشفان عن المعركة الحقيقية صراع بين أوراق الأمم المتحدة وحجارة التاريخ بين الشرعية الدولية وسرديات القوة العمياء وتشكل قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قرارا مجلس الأمن ٢٤٢ و٣٣٨ الإطار القانوني الذي يثبت عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وقد اتسع هذا الإطار ليشمل اعتراف أكثر من مئة وأربعين دولة بدولة فلسطين وهو رقم يعكس إجماعا دوليا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وعلى الأرض يمثل صمود الفلسطينيين المتواصل رغم كل المحن التحدي الأكبر لأي محاولة لطمس هويتهم أو حقوقهم هذا الصمود هو الذي يحول دون تحويل الرواية الإسرائيلية إلى حقيقة مطلقة ويجعل من القضية الفلسطينية قضية تحرر إنسانية في ضمير العالم ويأتي الدور الأردني ليس مجرد دعم لجار بل كطرف رئيسي ومحوري في معادلة الصراع فالمملكة الهاشمية بموجب المعاهدة الأردنية الإسرائيلية لعام ١٩٩٤ والاتفاقات التاريخية تحمل صفة رسمية معترفا بها دوليا كوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية وهذه الوصاية ليست منة من أحد بل هي مسؤولية تاريخية وقانونية تتمثل في إدارة شؤون الأوقاف والإشراف على الحرم الشريف وعلى الصعيد السياسي يشكل الموقف الأردني الثابت سدا منيعا في وجه المشاريع التي تهدد القضية الفلسطينية وأهمها رفض التوطين حيث يرفض الأردن بشكل قاطع ومطلق أي مخطط لتوطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه باعتباره مشروعا يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهديد هوية المملكة الديموغرافية والسياسية وقد جسد الملك عبدالله الثاني هذا الموقف بقوله الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين وكذلك رفض مشروع الوطن البديل إذ تمثل السرديات التوراتية التي يستخدمها سياسيون إسرائيليون وأمريكيون خطرا مباشرا على الأردن حيث تروج لأفكار عن أرض إسرائيل التي تشمل ضفتي نهر الأردن وهذا يجعل من الأردن الهدف التالي للمشروع الاستيطاني التوسعي وبالتالي فإن دفاعه عن فلسطين هو دفاع عن وجوده وسيادته كما يتمسك الأردن بحل الدولتين الذي يمثل حلا يحفظ الحقوق الفلسطينية ويضمن أمن واستقرار الأردن ويحول دون تصدير أزمات الاحتلال إلى أراضيه ولم تكن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو المعروف بتأييده اللا محدود لإسرائيل منذ أن كان سيناتورا مجرد زيارة استفزازية للفلسطينيين فحسب بل كانت رسالة ذات بعدين أولها تحدي الوصاية الهاشمية من خلال محاولة الالتفاف على الدور الرسمي للأردن في القدس واختبار مدى صلابته وثانيها الضغط على الأردن عبر التلويح بالسرديات التوراتية التي تهدد بشكل مباشر سيادة المملكة ووحدتها في محاولة لإرغامها على التخلي عن دورها الداعم للقضية الفلسطينية غير أن التاريخ والسياسة والجغرافيا تثبت أن الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه قد ظل عصيا على هذه المشاريع فموقفه لا يقوم على العاطفة بل على حسابات أمن قومي دقيقة لقد فهم الأردن دائما أن الدفاع عن القدس وفلسطين هو خط دفاع أول عن عمان وبينما تستمر آلة الدعاية الإسرائيلية في محاولة نحت حقائق جديدة على أرض الواقع فإنها تصطدم بحقائق أصلب وأكثر دواما شرعية القانون الدولي وإرادة شعب يرفض الزوال ودور دولة مثل الأردن تتحول بفعل التاريخ والمسؤولية إلى حائط عربي منيع إن الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين هو تأكيد أن عالم اليوم رغم كل اختلالات موازين القوى لا يكتب سرديته على حائط البراق بل يكتبها في ساحات الأمم المتحدة وفي ضمائر الأحرار والأردن بحكمته وثباته سيظل حجر الزاوية في هذا الصرح

وهنا تتضح الشرعية الدولية والإطار القانوني

قرار مجلس الأمن 242 (1967): يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وحق جميع الدول في العيش بسلام [UN Security Council, 1967].

قرار مجلس الأمن 338 (1973): يؤكد على تنفيذ 242 ودعوات التفاوض من أجل حل عادل وشامل [UN Security Council, 1973].

اعتراف أكثر من 140 دولة بدولة فلسطين: يعكس الإجماع الدولي على حق الفلسطينيين في تقرير المصير (UN, 2023).

المراجع الأكاديمية:

Benvenisti, E. International Law and the Israeli-Palestinian Conflict

Quigley, J. The Legal Status of the Israeli Occupation

٢. صمود الشعب الفلسطيني

الفلسطينيون حافظوا على هويتهم رغم الاحتلال والسياسات التوطينية.

دراسات: Roy, S. Palestinian Society under Occupation, تقارير UNRWA حول اللاجئين.

الصمود المدني والاجتماعي يحول الرواية الإسرائيلية إلى مجرد سردية، بينما يصبح الفلسطينيون محور قضية تحرر إنسانية في ضمير العالم.

٣. دور الأردن والوصاية الهاشمية

الوصاية القانونية والتاريخية: المعاهدة الأردنية الإسرائيلية 1994 واتفاقيات القدس 1967-1994.

الأردن يحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية ويمنع مشاريع التوطين ومخططات "الوطن البديل".

مصادر:

Shlaim, A. Jordan and the Palestinians

الوثائق الرسمية الأردنية حول إدارة الأوقاف والمقدسات

٤. زيارة ماركو روبيو ورسائلها

روبيو، وزير الخارجية الأمريكي منذ 2025، معروف بدعمه اللا محدود لإسرائيل منذ أن كان سيناتورًا.

الرسائل الرمزية: تحدي الوصاية الهاشمية والضغط على الأردن عبر الترويج للسرديات التوراتية.

مصادر: تقارير وزارة الخارجية الأمريكية، مقالات Foreign Affairs وMiddle East Journal عن التوجهات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

٥. تحليل ومقارنة

صمود الأردن والفلسطينيين يمثل خط دفاع استراتيجي، يستند إلى القانون الدولي والإرادة الشعبية.

زيارة روبيو تؤكد استمرار محاولات ترويج رواية أحادية، لكنها تصطدم بالشرعية الأردنية والحقوق الفلسطينية الثابتة.

الأردن يظل الحائط العربي المنيع بفضل القيادة الهاشمية وصمود الشعب.

الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يثبت أن الإرادة الشعبية والقانون الدولي أقوى من أي سرديات أحادية أو محاولات للسيطرة بالقوة.

المرجعيات القانونية والتاريخية تجعل من الأردن حجر زاوية في حفظ الحقوق الفلسطينية واستقرار المنطقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :