عبد الله الثاني في قمة الدوحة: لا تهاون مع العدوان الإسرائيلي
د. هيفاء ابوغزالة
15-09-2025 05:52 PM
جاءت كلمة الملك عبد الله الثاني في قمة الدوحة الإسلامية قوية ومباشرة، محمّلة برسائل سياسية واضحة وأبعاد إنسانية عميقة، فقد استهلها بتقديم التعازي لقطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بضحايا العدوان الإسرائيلي، في لفتة تؤكد أن ما أصاب الدوحة ليس حدثاً معزولاً، بل جرحاً يمس كل العرب والمسلمين. ومنذ اللحظة الأولى وضع الملك إطاراً شاملاً للموقف، حين شدد على أن أمن قطر هو من أمن الأردن والعرب جميعاً، وأن دعم بلاده لها مطلق وغير مشروط، في رسالة وحدة مصير لا تقبل التأويل.
لم تقتصر الكلمة على التعاطف أو الإدانة، بل حملت توصيفاً دقيقاً للعدوان الإسرائيلي باعتباره خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وتصعيداً خطيراً يجر المنطقة إلى مزيد من الصراع، وربط الملك هذا الاعتداء بسلسلة ممتدة من الانتهاكات الإسرائيلية، بدءاً من حرب غزة الوحشية وما خلفته من قتل وتجويع ودمار، مروراً بالإجراءات غير الشرعية في الضفة الغربية ونسف فرص حل الدولتين، وصولاً إلى تهديد أمن لبنان وسوريا، وانتهاءً بالعدوان على سيادة قطر. هذا الربط الزمني والمكاني أبرز أن الخطر الإسرائيلي يتجاوز الحدود ولا يقف عند قضية واحدة.
في خطابه، لم يتردد الملك في تحميل المجتمع الدولي مسؤولية التمادي الإسرائيلي، مؤكداً أن إسرائيل أصبحت فوق القانون لأن العالم سمح لها بذلك، وهو تصريح يضع القوى الكبرى أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، ويرفض منطق الكيل بمكيالين. وفي الوقت ذاته دعا الملك القادة العرب والمسلمين إلى مراجعة أدوات العمل المشترك، والانتقال من خانة البيانات إلى دائرة القرارات العملية، لحماية القدس ومنع تهجير الفلسطينيين ووقف الحرب على غزة وصون الأمن العربي والإسلامي.
الكلمة اختتمت بلغة صلبة تعكس تصميم الأردن على مواجهة هذا المنعطف الخطير، حين قال الملك إن الرد يجب أن يكون واضحاً وحاسماً ورادعاً. إنها رسالة جادة بأن المرحلة لم تعد تحتمل التردد أو المواقف الرمادية، وأن التصدي للعدوان على قطر هو في جوهره دفاع عن فلسطين، وعن مستقبل المنطقة وأمن شعوبها.