facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلمة الملك عبدالله الثاني في قمة الدوحة: من الشجب إلى الفعل


صالح الشرّاب العبادي
15-09-2025 09:06 PM

في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، قدّم جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة يمكن وصفها بأنها من أكثر الخطابات العربية وضوحًا وحزمًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ليس على غزة هذه المرة فحسب، بل على قطر الدولة المستقلة ذات السيادة.

مدخل إنساني وسياسي

استهل الملك كلمته بالتعزية لأمير قطر والشعب القطري، واضعًا العدوان الإسرائيلي في إطار إنساني قبل أن يذهب إلى التحليل السياسي. هذا المدخل عزّز البعد الأخلاقي للخطاب، ورسّخ فكرة أن ما حدث في الدوحة ليس مجرد “واقعة عسكرية”، بل جريمة دولية تمس أمن الشعوب وحقوقها، وتفتح الباب أمام مساءلة قانونية عقابية لإسرائيل.

التضامن الأردني–القطري

إعلان الملك أن “أمن قطر من أمن الأردن” لم يكن مجرد جملة بروتوكولية ، بل هو رسالة مزدوجة: أولًا، أن الأردن يرى العدوان الإسرائيلي تهديدًا يتجاوز حدود فلسطين، ليطال أمن الخليج والمشرق العربي على السواء.

وثانيًا، أن عمّان والدوحة تتحركان في خندق واحد، وهو خندق الدفاع عن السيادة العربية في وجه إسرائيل التي تحاول إعادة صياغة قواعد اللعبة الإقليمية.

إسرائيل كخطر إقليمي شامل

الخطاب الأردني وضع النقاط على الحروف: الاعتداء على قطر ليس معزولًا، بل امتداد لمسار إسرائيلي من غزة إلى الضفة الغربية، ومن لبنان إلى سوريا. وهنا تبرز أهم رسالة: إسرائيل لم تعد عدوًا محصورًا بالقضية الفلسطينية، بل أصبحت خطرًا إقليميًا شاملًا يهدد الأمن القومي العربي بأكمله. هذه المقاربة تسعى لتوحيد الصفوف العربية والإسلامية، بعيدًا عن حصر العدوان في ملف “النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي”.

الدعوة إلى الفعل لا البيانات

شدّد الملك على أن القمم يجب ألا تبقى منصات للخطابات والبيانات، بل أن تتحول إلى قرارات عملية. هذه النقطة تعكس إدراكًا عميقًا بأن الجمهور العربي والإسلامي فقد الثقة بالاجتماعات التي تنتهي بلا نتائج ملموسة ، وعليه، فإن دعوة الملك هي في جوهرها مناشدة لإعادة تعريف أدوات العمل العربي المشترك، بما في ذلك الضغط السياسي، وتجميد الاتفاقيات، وتفعيل أوراق القوة الاقتصادية.

النبرة التحذيرية الحاسمة

العبارة المفتاحية في الخطاب: “العدوان على قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود”، تمثل تحذيرًا استراتيجيًا صريحًا. فإسرائيل، إن لم تُواجه بردع جماعي، ستستمر في توسيع دائرة عدوانها. وبذلك، ينتقل النقاش من “التضامن مع غزة” إلى “الدفاع عن سيادة الدول العربية”، وهو تحول بالغ الأهمية في صياغة خطاب عربي جامع.

الأبعاد الأردنية والعربية والإسلامية

أردنيًا: الكلمة عززت صورة المملكة كدولة مبادرة لا تقف على الحياد، بل تدافع عن الشرعية الدولية وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية.

عربيًا: الخطاب أكد أن الأردن ليس على الهامش، بل في موقع القيادة العربية، يضع الإطار ويطالب بالفعل.

إسلاميًا: الدعوة إلى خطوات عملية مشتركة تعكس محاولة لإحياء التضامن الإسلامي في مواجهة إسرائيل بعد أن وصل عدوانها إلى دولة خليجية.

من القمة إلى الفعل

كلمة الملك عبدالله الثاني في قمة الدوحة لم تكن مجرد إدانة تقليدية، بل مشروع لرؤية عربية جديدة:

إسرائيل تهدد الكل، لا جزءًا من الأمة.

الرد لا يجب أن يكون بيانات شجب، بل إجراءات رادعة.

التضامن لم يعد خيارًا، بل شرطًا لبقاء الأمن العربي.

إنها كلمة تضع العرب والمسلمين أمام مسؤولياتهم، وتدعو إلى الانتقال من الشجب إلى الفعل، ومن الكلام إلى صناعة القرارات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :