facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فجر الأردن في نبوءة إشعياء


د. جاسر خلف محاسنه
18-09-2025 01:20 AM

يُعتبر سفر إشعياء من أكثر النصوص إثارةً للجدل في تاريخ النبوءات، فقد حملت كلماته على مر العصور معانٍ مزدوجة تحذيرًا وأملًا، واستُغلت أحيانًا كسلاح نفسي ضد الشعوب.

وقد جرى تضخيم الجانب المظلم من النبوءة ليشعر الناس بأن مصائرهم محكومة بالخراب، واستُخدم هذا الأسلوب سياسيًا في سياقات عديدة، من بينها محاولات إسرائيلية لإضعاف الروح المعنوية للعرب وتشويه إدراكهم لقدرتهم على الصمود. ومع ذلك، تكشف قراءة متأنية أن النبوءة ليست قدرا محتومًا، بل دعوة للوعي والعمل، وفرصة لاختيار طريق الحق.

هذا البعد الروحي لا يقف عند حدود التاريخ، بل يمتد ليكون مرآة لأحوال الحاضر. والأردن، وهو يقف اليوم عند مفترق حاسم، يجد نفسه أمام تحديات ثقيلة تتوزع بين ندرة الموارد، الأزمات الاقتصادية، ضغوط الإقليم، ومحاولات المساس بجوهر الهوية والانتماء. ومع ذلك، يظل هذا الوطن قادراً على النهوض حين تتماسك إرادته، مثلما حملت النبوءة بشارة الفجر الذي ينهض من قلب الليل.

وفي خضم هذه التحديات، يطل على الأردن جيل جديد يجسده سمو الأمير الحسين بن عبد الله، الذي يربط بين إرث الآباء ورؤية المستقبل. حضوره يعكس روح الشباب المندفعة نحو العمل، وإيمانه يفتح أمام الوطن أبواب الأمل، في وقت يحتاج فيه الأردنيون إلى قيادة تحمل راية التغيير وتبث الثقة في قدرتهم على تحويل المصاعب إلى فرص. إن هذه الروح الشابة دعوة لترجمة الأمل إلى واقع.

إن الطريق إلى الفجر يتطلب من كل فرد أن يرفع روحه المعنوية، وأن يبذل جهده بوعي وإصرار، ليُعاد تشكيل المستقبل عبر العمل الحقيقي. فالشعوب العظيمة تُصنع من قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، وتبقي الأمل مشتعلاً مهما ادلهمّت الخطوب. وهكذا، يغدو الأردن وطناً لا يكتفي بالصمود في محيطه المضطرب، بل يشرق بفجر جديد يليق بتاريخه، يقوده أبناؤه بوعيهم وعزيمتهم، وتتجلى ملامحه في رؤية شابة تزرع في الأرض معنىً جديدًا وتملأ السماء ضياءً لا ينطفئ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :