facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«واترلو» الأنظمة الديكتاتورية وخياراتنا


د. حسن البراري
15-08-2011 06:05 AM



نتساءل في الأردن عن خياراتنا في التعامل مع ما يجري في سوريا. فالبعض يحذر من مغبة إتخاذ الأردن موقفا معلنا ضد النظام السوري المتهالك لأسباب لها علاقة بمصالح الأردن العليا وبخاصة وأن هناك شبكة من العلاقات الاقتصادية المتشابكة إذ أن 60% من تجارة الأردن البرية تمر عبر سوريا. في المقابل، هناك من يصر على أن صياغة السياسة الخارجية الأردنية يجب أن تستند على فرضية أن نظام الأسد زائل، وبالتالي على الأردن الإستعداد جيدا لمرحلة ما بعد الأسد.

يمكن التفكير في عدد محدود من السيناريوهات لما سيفضي عليه الأمر في سوريا، وهنا على عاتق الحكومة الأردنية يقع كاهل التفكير بخطط للتعامل مع هذه السيناريوهات في حال تحقق أي منها بشكل يعظم من مكاسب الأردن أو على الأقل يدفع الأذى عن مصالح الأردن الحيوية في العلاقة مع سوريا.

والسيناريوهات هي: أولا، انتصار النظام وإنهاء الانتفاضة الشعبية. ثانيا، إسقاط النظام. ثالثا، تمكن النظام من اصلاح نفسه بحيث يعمل على ايجاد شراكات مع كافة أو معظم القوى السياسية بحيث تتجه سوريا لانتخابات حقيقية. رابعا، الفوضى والحرب الأهلية أو أن تكون سوريا مسرحا لتدخلات اقليمية. خامسا، تدخل عسكري خارجي يعمل على انهاء النظام السوري. سادسا، قيام سوريا وحزب الله بمغامرة عسكرية واشعال حرب مع إسرائيل.

اللافت حقا أنه ليس بمقدور الأردن التأثير لترجيج كفة سيناريو على آخر، لكن بوسع الاردن الاستعداد للمرحلة القادمة، وهنا لا نعلم أن كانت حكومة البخيت بصدد وضع الخطط اللازمة للتعامل مع الأزمة ومآلاتها بشكل يخدم المصالح الأردنية العليا، فلا نملك هنا في الأردن ترف الانتظار لقربنا الجغرافي من سوريا. لهذا الأردن بحاجة للقيام بخطوتين: أولا، العمل فورا على تشكيل خلية من الاستراتيجيين للتفكير في هذه السيناريوهات ووضع الخطط المناسبة للتعامل معها حتى لا نعمل على نظام الفزعة. وثانيا، هناك ضرورة أن تنفتح الحكومة الأردنية على كافة القوى السورية وتشتبك معها وأن لا تنحصر العلاقة بالنظام الذي على الأرحج أنه لن يبقى. ففي موسم تساقط الديكتاتوريات وبعد أن بدأ الكثير من قادة الدول المؤثرة الحديث عن سوريا ما بعد الأسد، ليس من الحكمة بمكان أن نقول هذا شأن سوري داخلي دون العمل على الأقل لمحاولة فهم ما يجري وكيف وبأي طريقة ستتأثر المصالح الأردن.

بكلمة، ثبت أن عددا من الأنظمة العربية تشهدا واترلوا وهزائم كبيرة، وهي في طريقها للزوال، وعلينا في الأردن التحضير لعالم عربي خال من الديكتاتوريات، وهنا دعوة للتسريع بوتيرة الإصلاح حتى نضمن جبهة داخلية متماسكة تساعد على التصدي للأخطار والتحديات الناجمة عن الربيع العربي والهزائم المتلاحقة بالانظمة القمعية.

hbarari@gmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :