الأردن صوت الوسطية العالمي وجاهزية مستمرة أمام كل التحولات
الدكتور معتز جريسات
24-09-2025 04:41 PM
تابع الأردنيون باهتمام خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخطاب الذي جدّد التأكيد على معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود بفعل القصف والانتهاكات، كاشفًا للعالم حجم الظلم الواقع على شعب صامد لم ينكسر رغم كل الظروف.
الأردن، بقيادة جلالة الملك، لم يكن يومًا على هامش القضايا المصيرية للأمة، بل ظلّ في قلبها، صوتًا عاقلًا ووازنًا في عالم يموج بالاستقطاب. صوت الوسطية الذي يطالب بالسلام العادل، ويقف بصلابة لا تلين دفاعًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحماية القدس ومقدساتها. هذا الصوت الأردني الملتزم بالشرعية الدولية هو امتداد لرسالة الدولة الأردنية ودورها التاريخي والأخلاقي الذي نفتخر به جميعًا.
وفي الوقت نفسه، يتموضع الأردن بثقة ضمن مصالحه الوطنية العليا، مدركًا أن أمنه واستقراره ركيزة لاستقرار المنطقة. ولهذا، يبقى الأردن متأهبًا دائمًا لأي قفزة استباقية، قيادةً وجيشًا وشعبًا، لمواجهة التحديات وصون المكتسبات وحماية الكرامة الوطنية.
هذه الجاهزية لم تأتِ صدفة، بل هي نتاج تراكم خبرات وتجارب ووحدة داخلية راسخة تشكل سر قوة الأردن وصلابته، ويقين شعبه وولاؤه لوطنه وقيادته.
وجاء خطاب جلالة الملك رسالة واضحة للعالم بأن فلسطين لها أرضها وهويتها وحقها التاريخي، وأن الأردن، بدوره الثابت، ومعه الأردنيون جميعًا، سند للشعب الفلسطيني حتى ينال حقه، لا بديلًا عنه. هذا الموقف المبدئي يضع حدًا لكل محاولات التشويش أو الطروحات الوهمية التي تحاول القفز على حقائق التاريخ والجغرافيا.
الأردن اليوم يقف شامخًا، رافعًا راية العدل والكرامة، متمسكًا بالوسطية والسلام كطريق وحيد لتجاوز أزمات المنطقة.
ومن عمّان، يخرج الصوت الهادئ والقوي معًا ليؤكد أن موقف الأردن يمثل بوصلة سلام للعالم، مستندًا إلى ثباته التاريخي والتزامه بالوسطية، وقادرًا على حماية استقراره وأمنه، ودعم حقوق الشعوب العادلة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.