facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا لو التزم الرئيس؟!


محمد حسن التل
27-09-2025 08:15 PM

إحتمالات أن يوافق نتنياهو على خطة ترامب الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حالة سياسية تنهي هذا الملف قليلة، فحديثه في الأمم المتحدة بيّن أنه لا يفكر أبدًا بهذا، إلا حسب الشروط التي وضعها، وهي القضاء على حماس ودفعها لتسليم سلاحها، وقبل ذلك تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين لديها، وهو يعلم أن حماس لن توافق إلا بإيقاف الحرب بالكامل والانسحاب من غزة.

خطاب نتنياهو في نيويورك يشير إلى أنه ماضٍ في مشروعه الذي بدأه في غزة، بل يتطلع إلى ما هو أبعد من غزة عندما يتحدث عن شرق أوسط جديد ، الرئيس الأمريكي لم يكتفِ بخطة الطريق لإنهاء الحرب، وذهب إلى ما هو أبعد عندما أعلن أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية أو حتى أجزاء منها، وهذا الموقف مغاير تمامًا لما تقوم به إسرائيل على الأرض هناك، فهي مستمرة في مشروعها إزاء الضفة الغربية وتمضي سريعًا في تنفيذ حلقاته ومراحله ، لقد تعوّد العالم على تصريحات ترامب، التي يأتي مسار الأحداث في معظم الأحيان مغايرًا لها، خصوصًا فيما يتعلق بما هو جارٍ في فلسطين، فعادة ما يتغير موقف واشنطن حسب الضغط الإسرائيلي.

خلال الساعات القادمة سيجتمع ترامب بنتنياهو، وهذا اللقاء سيكون مفصليًا بما يخص الأحداث الجارية في غزة، ومن غير المرجح أن يمرر نتنياهو أو يوافق على خطة ترامب، لأنها تأتي على عكس ما يريد؛ فهو مصر على احتلال غزة والبقاء بها، كما أنه مصر كما أشرت على أن تقوم حماس بالاستسلام ، وهاتان نقطتان تهددان بنسف خطة البيت الأبيض، وإن حدث هذا سيدخل الصراع في غزة إلى نفق مظلم ليس له نهاية في المدى المنظور، وستستمر حرب الإبادة على الفلسطينيين هناك، مع موازاة تسارع الخطوات الإسرائيلية نحو تحقيق مشروع السيطرة على كامل الأرض الفلسطينية.

لا يمكن لنتنياهو أن يتجاوز رغبة حلفائه في إنهاء الحرب أو التنازل عن الضفة الغربية، وعنده إغضاب الإدارة الأمريكية "هذا إن غضبت " أسهل بكثير من غضب هؤلاء الحلفاء الذين، في الواقع، هم الذين يديرون الحرب حسب ما يرونه يفتح الطريق أمام مشاريعهم التلمودية.

بالإشارة إلى خطة ترامب نفسها، فهي تحتوي على بنود غير واقعية أو منطقية، كتعيين بلير أو غيره حاكمًا لغزة بوجود عربي ما على الأرض، والقول بأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة سيكون تدريجيًا، هذا إن وافقت إسرائيل على الخطة أصلًا، وهي عادة لا تلتزم باتفاقيات ولا خطط، فهي ستحصل على الأسرى ثم تتراجع عن تنفيذ باقي البنود، وهذا ما يشير له تاريخها مع كل الاتفاقيات السابقة والمعاهدات، فقد انقلبت على جميعها، وفي مقدمتها أوسلو، وأصبحت لا تعتبرها موجودة، وتتصرف على هذا الأساس في تعاملها مع الفلسطينيين.

الجانب الرسمي الفلسطيني أصبح لا يملك شيئًا على الواقع، بل أكثر من ذلك، فواشنطن وتل أبيب باتتا أقرب إلى عدم الاعتراف بالسلطة، رغم كل ما قدمت من تنازلات. وكل ما يتم الحديث عنه بما يخص التطورات الجارية يتم تجاوز هذه السلطة ، وكانت إسرائيل عملت منذ سنوات على إحراج هذه السلطة وإظهارها بأنها عاجزة ولا تقوم بدورها، وباتت بلا فائدة ولم يعد وجودها مبررًا ، وتحاول بكل وسيلة أن تخلق كيانًا أو كيانات أخرى تلغي وجودها بالكامل، كفكرة إمارة الخليل والسعي لتعميم هذه الفكرة على باقي مناطق ومدن الضفة الغربية.. وإن وجد هذا المشروع حتى الآن صدًا من الفلسطينيين، إلا أن محاولات إسرائيل مستمرة في تنفيذ هذا المشروع وإسقاط السلطة تمامًا، ولولا السند الدولي، وخاصة الأوروبي والعربي لهذه السلطة، واعتبار أن وجودها يمثل الأساس في إيجاد دولة فلسطينية، لكانت قد انتهت منذ زمن طويل.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الكثير من دول العالم خطوة هامة، لكنه ربما يشكل لإسرائيل حافزًا للإسممراع في تنفيذ مخططاتها للقضاء على الفكرة قبل أن تكون واقعًا على الأرض، خصوصًا أن الولايات المتحدة تدعمها في رفض فكرة الدولة الفلسطينية، وكما تقول على الأقل في الوقت الحاضر، بحجة أن الظروف غير مواتية لمثل هذه الخطوة.

ما يجري حتى اللحظة يمضي لصالح إسرائيل، ولا زالت الكفة ترجح لصالحها.
كل ما سبق من الممكن أن تأتي التطورات مغايرة له إذا التزم الرئيس ترامب بوعوده ، واستطاع أن يلجم إسرائيل ويقتنع أنها بالفعل تهدد السلام في المنطقة والعالم..
الأيام القادمة حبلى بالأحداث فلنكن مستعدون لأي مفاجأة !!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :