لست أدري وكلنا نحن من عامّة الناس الذين لم يبطئ بنا عملنا ولكن لم يُسرع بنا النسب والوشائج والعلاقات والمصاهرات وغيرها مما تعلمون ، لسنا ندري لمَ تسبّونا وتزدرونا وتسلقونا بألسنةٍ حداد كلما لاحت لكم فرصة وسنحت لكم سانحة يا سادة الغفلة !
هل استقر في قناعاتكم أنكم السادة وغيركم عبيد؟
هل أغواكم ما أنتم فيه على أن هذا مبرّر لإهانة الناس لما هم فيه وعليه !
الحكمة أن لا تستثيروا كوامن القهر في الناس التي صنعها الفقر والحرمان والبطالة والفساد وغيرها من بواعثه والتي ترسّخ في الوجدان الجمعي للناس أنكم من أسبابها وهم ضحاياها.
لا تنكئوا جراح الناس بهذا الإستعلاء وهذا الإستقواء وأنتم لا تملكون مبرّر ما قد وصلتموه ولا هم مقتنعون بعدالة ما وصلوا إليه ولكنها الأحوال التي تختلُّ أحياناً والموازين التي تتيه ولا تهتدي أحياناً.
يلزمكم حين تعلّمتم في المدارس والجامعات التي لا يستطيع عامّة الناس الوصول إليها ولا حتّى زيارتها أو الوقوف بأبوابها أن تتعلّموا الكياسة والإنسانية والتواضع وقبول الآخر والنزاهة والعدل في القول والعمل.
وما الفرق بين ما يصدر من هؤلاء المستقوين علينا بقرون خالاتهم وما قاله القائل " من أنتم " ! بل زادوا عليه بأن نعتوا الناس بالحمير والفشلة واستحقاقهم الدعس والرفس .
الناس لا تحضر قسمتكم إذ تقتسمون، وقصرت بهم القدرة أن يصدّوكم إذ أقسمتم لتصرمنّها مدبرين ، فهلّا أسعفتكم المروءة أن تدعوا النفوس تقرّ وتهدأ وتغض الطرف المهيض قسراً عن برطعتكم !
آلاف الأسباب تدعوكم إلى أن تحترموا مشاعر الناس ، وآلاف الأسباب تدعوا الناس إلى عدم احترامكم وأولاها بالإدراك هو أنّكم أنتم الفشلة الذين بان صنيعكم وأثركم فيما أُسند إليكم من مسؤوليات فأخّرتم وما قدّمتم وأفسدتم وما أصلحتم ، وتجرّع الناس مرارة ما خبّصتم وما قصّرتم وأنكرتم عليهم أنين الموجوع وسوّغتم لأنفسكم جلد الضحية !
ارعووا يا رعاكم الله فما هكذا تُساق الإبل .