مريض باركنسون "اون / اوف"
خليل إبراهيم أبولبن
05-10-2025 01:20 PM
مرض باركنسون هو مرض عصبي تنكسي يفقد فيه الدماغ لسبب مجهول القدرة على انتاج النواقل العصبيه المسؤوله عن حركة الجسم بكافة تفاصيلها من الراس الى اخمص القدمين
باركنسون لايوجد له ترياق و ما الادوية الا محاولة او محاولات لدعم الدماغ بالدوبامين و هو الناقل العصبي لتحسين قدرة الانسان على الحصول على مستوى اعلى و لو قليلا من القدرة على السيطرة على بعض تفاصيل من الحركة و تتراوح نسبة التحسن و القدرة من انسان لاخر معتمدة على تجاوب الدماغ مع هذا الدواء و السماح له بالوصول عبر الفم و المعدة و الدم و اجهزة الدماغ الدفاعية .
في اثناء الاوف يكون المريض عاجزا عن الحركة او الوقوف او المشي كما انه يكون غير قادر على حسن النطق و البلع ولا يستطيع الذهاب لقضاء حاجتة دون مساعدة , كما لا يستطيع التجاوب مع مؤشرات الحياة الطبيعية من تفكير و تدبير مع نقص في القدرة الادراكية . وهذة " الاوف " تتفاوت من مريض الى اخر و من مرحلة الى اخرى فلكل حالة خصوصيتها .
اعراض حالة الاوف تختلف من رجفة في اليد او اليدين او تجمد للعضلات واو صعوبة في الاداء بشكل عام و يحتاج المريض الى مساعدة انسان اخر لكي يشرب او يوكل او يستعمل الحمام او يتعامل مع اي مبدأ من مباديء الحياة الاعتياديه .
ان مرحلة الاوف تمد من 24 ساعة الى 24 ساعة مسببة تفكيرا مليء بالقلق و التشويش و الخوف مع تيبس في غضلات الايدي و الارجل و هاجس الوقوع على الارض نتيجة لمحاولة وقوف او مشي غير متوازنة قد تؤدي الى كسور لا يحمد عقباها .
كل هذا و زيادة من مؤشرات سالبة تدفع بمريض باركنسون نحو العزلة و التقوقع خوفا من المجهول , و هنا يدخل المريض مرحلة الوحدة وهي الاخطر على الانسان لينسلخ معها الانسان من تعابير الحياة .
انها من اخطر المراحل التي يمر بها مريض باركنسون , فان اجتماع " النقص في القدرة الادراكية مع انخفاض القدرة على السيطرة على عضلات الجسم " قد تولد قرارت غير صحيحية تقود مريض باركنسون الى التعرض لاذى مادي او معنوي.
لهذا يقال ان مرحلة الاوف يجب ان تحظى باهتمام بالغ من المريض و مرافقة و عائلتة الى ان ينتقل المريض الى مرحلة الاون .
مرحلة " الاون : وهي مرحلة مؤقته لها قوانينها و ادواتها , وهي اعطاء المريض الدواء المناسب لحالته , فالخصوصيه في مرض باركنسون هي سيدة الموقف , فهنالك من يستجيب بزمن اقصر و كميه دوائيه اقل و هناك من يحتاج الى زمن طويل و حجم دواء اكبر , ان اي استجابة من الجسم نحو الدواء لافيدوبا و كاريدوبا " وهو الدواء الاقوى و الرئيسي لانتاج الدوبامين هي استجابة طبيعية لنتاكد بصحة التشخيص .
وعلى العموم فان اغلب المرضى يحتاجون من 45 دقيقة الى 60 دقيقة لكي يتفعل عمل الدواء و على معدة فارغة و بمقدار يتراوح بين نصف حبة الى حبة كاملة . عبر الية معقدة لمرور الدواء
لافيدوبا و هوالبديل المعوض لنقص الدوبامين في الدماغ يتم امتصاصه في الامعاء و حتى يصل الى الدماغ يحتاج الى حماية يوفرها له الكاريدوبا و عندما يصل الاثنين الى بوابة الدماغ يسمح ل لفيدوبا بالدخول ليقوم بعملة في رفع انتاج الدوبامين و يمنع الكاردوبا من الدخول لينتهي دورة و سبحان الذي خلق .
اما مدة بقاء الانسان بحالة الاون تتراوح من انسان لاخر ما بين 60 دقيقة الى 180 دقيقة ما لم يرد تعزيزات اخرى من اللافيدوبا .
و في حالات كثيرة لا يتمكن الدواء من الوصول في الوقت المناسب الى الدماغ ليعود ذلك الانسان الى مرحلة الاوف .
على الرغم من لذة الشعور الذي يتملك الانسان عند وصول حالة الاون الا ان المرارة مرة عند العودة الى مرحلة الاوف في غياب ترياق لهذا المرض الباركنسون ,
وبحسبة بسيطة نجد ان مرحلة الاوف تسيطر على المشهد لزمن يزيد عن 75 % من مجمل المراحل ولكن لا زال الامل بالله بان ينكشف السر ويولد الترياق , و يتعامل العلماء مع زيادة مدة الاون عبر اليات توريد مستمر و دائم لمادة اللافيدوبا عن طريق تركيب الادوية طويلة الامد او الحقن عبر الامعاء او غيرها من الطرق .
ان فهم المريض لطبيعة المرض و طرق العلاج الظرفي يتيح له هامشا من التفكير و التدبير ليتعامل مع الدواء , فخير طبيب للانسان هو نفسة ضمن المعادلة المتفق عليها مع الطبيب المشرف .
و اختم بقول الحق جل في علاه :
( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ..