facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النفايات في وسط البلد: دعوة لقوانين بيئية أكثر صرامة لحماية مدينتنا وطبيعتنا


نادر المناصير
05-10-2025 05:22 PM

كثيرون مروا على صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أكواما من النفايات متناثرة هنا وهناك في شوارع وسط البلد، إحدى أكثر مناطق المدينة حيوية وتاريخية. غطت الزجاجات البلاستيكية وعلب الطعام ونفايات الورق الأرصفة، تاركة وراءها مشهدا مزعجا في مكان يُفترض أن يُمثل قلب العاصمة الأردنية وروحها.

وسط عمّان، أو "وسط البلد" أو "قاع المدينة" كما يسميها البعض، ليست مجرد سوق شعبي، بل هي رمزٌ للثقافة والتراث الأردني، ووجهةٌ يقصدها المواطنون والسياح على حدٍ سواء لتجربة سحر عمّان القديمة. إلا أن مشكلة النفايات المتفاقمة تُهدد بتشويه صورته وتقويض الجهود المبذولة للترويج للمدينة كوجهة سياحية نظيفة ومرحبة.. الحال هنا، كما الحال في الكثير من المناطق الأردنية التى نرى فيها هذه المشاهد للأسف.

إذا تحدثنا عن الأثر البيئي والاجتماعي،، لا يؤثر التخلص غير السليم من النفايات على مظهر شوارعنا فحسب، بل له عواقب بيئية وخيمة. فكثيرا ما تحمل الرياح أو الأمطار النفايات إلى مجاري المياه والوديان، (تذكرون عندما غرقت عمّان والسبب ببساطة كانت النفايات التي اغلقت المناهل وتصريف المياه)، كما أنها تصل في النهاية إلى المحميات الطبيعية والغابات. مع مرور الوقت، تُلوّث هذه النفايات التربة والمياه، وتُضرّ بالحياة البرية، وتُخل بالتوازن الدقيق للنظم البيئية الطبيعية في الأردن.

غاباتنا، مثل عجلون ودبين، وغابات عمّان الغربية مثل أبو السوس تُعاني بالفعل من التلوث و تراكم البلاستيك والمواد غير القابلة للتحلل الحيوي.

الحل يكمن في تفعيل القوانين والعمل على التوعية بدأ من المدارس. يوجد في الأردن قوانين سارية تحظر إلقاء النفايات في الأماكن العامة، لكن تطبيقها لا يزال ضعيفا. غالبا ما تكون الغرامات ضئيلة أو لا تُطبّق بانتظام. لمعالجة هذه المشكلة بفعالية، يجب على السلطات تعزيز القوانين البيئية، وتشديد العقوبات على المخالفين، وضمان تطبيقها بصرامة، لماذا لا تقوم الحكومة أو الجهة المسؤولة بتعيين أشخاص لمخالفة من يقوم برمي النفايات؟

ينبغي أن تُرافق هذه الإجراءات القانونية حملات توعية عامة، لتثقيف المواطنين بأن حماية البيئة ليست مجرد واجب حكومي، بل مسؤولية اجتماعية مشتركة.

إن تركيب المزيد من حاويات النفايات، وتنظيم أيام تنظيف مجتمعية، ودمج التثقيف البيئي في المدارس، كلها عوامل تُسهم في ترسيخ ثقافة احترام الطبيعة.

باختصار، يستحق وسط البلد أن يتألق كوجهة نظيفة ومسؤولة بيئيا، ويعني ذلك أن تبذل الجهات المسؤولة جهودا ليكون نموذجا حضريا متكاملا يحافظ على البيئة و مزود بكافة وسائل الحفاظ على البيئة، ويجب أن ينعكس الاحترام نفسه الذي نتمناه من زوارنا لثقافتنا في كيفية تعاملنا مع شوارعنا ومحيطنا الطبيعي.

تبدأ حماية مدننا وغاباتنا وبيئتنا بأفعال صغيرة مثل التخلص السليم من النفايات، واحترام الأماكن العامة، والمطالبة بقوانين أكثر صرامة تضمن استدامة أردننا الحبيب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :