facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفقة ترامب .. رهانات الخداع وامتحان النوايا في حرب غزة


صالح الشرّاب العبادي
07-10-2025 11:14 AM

تسود حالة من الترقب الحذر مع اقتراب لحظة الحسم في ما بات يُعرف بـ “صفقة غزة”، التي تدفع بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة غير مسبوقة، وسط ضغوط كثيفة على نتنياهو وحماس، وتحركات عربية نشطة تقودها مصر وقطر مع الدول العربية لتثبيت وقف إطلاق نار يمهّد لمرحلة سياسية جديدة في الإقليم.

لكن خلف هذا الحراك المكثّف، تبرز شكوك كبيرة في نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعيش مأزقًا داخليًا خانقًا تحت تهديد شركائه المتطرفين سموتريتش وبن غفير، اللذين لوّحا بالانسحاب من الحكومة في حال لم يتحقق نزع سلاح حماس واستبعادها تمامًا من أي دور في حكم غزة. هذه النقاط الثلاث – نزع السلاح، إقصاء حماس، وإخراج قادتها من القطاع – تشكّل جوهر المعضلة الإسرائيلية، لأنها ببساطة تُفشل أي تسوية واقعية وتعيد الصراع إلى نقطة الصفر .
نتنياهو يرى نفسه الان بين مطرقة مستقبله السياسي الذي بات على المحك وعدم تحقيق نصر حقيقي يتغنى به في حال تمت الصفعة .

في المقابل، تدرك المقاومة أن القبول بهذه الشروط يعني نهاية مشروعها السياسي والعسكري، لذلك تتعامل مع الضغوط بميزان دقيق بين الواقعية السياسية والحفاظ على ثوابت الصمود،وانهاء المعاناة الذي يتعرض لها الشعب في غزة ، مدركة أن أي تنازل جوهري سيُقرأ كهزيمة استراتيجية، لا كصفقة سلام.

الرئيس ترامب أعلن أن حماس وافقت على “أمور مهمة”، فيما يؤكد البيت الأبيض أن جميع الأطراف باتت “متفقة على إنهاء الحرب”. ومع ذلك، جاءت تصريحات نتنياهو لافتة حين قال: “ما بدأ في غزة يجب أن ينتهي في غزة” — عبارة تختصر ذهنية الحرب المفتوحة التي يصر عليها، حتى لو أدى الأمر إلى نسف كل المساعي الدبلوماسية. استمرار القصف الإسرائيلي في شمال القطاع ووسطه يؤكد أن الثقة لا تزال مفقودة، وأن الحديث عن وقف إطلاق نار فعلي ما زال مبكرًا.

الضمانات تبقى الحلقة الأضعف في المشهد. فنتنياهو يعلم أن توقف الحرب يعني عمليًا نهاية مستقبله السياسي، رغم ما وُعِد به من “شبكة أمان” داخل الكنيست برعاية لابيد وغطاء أمريكي مباشر. أما واشنطن، التي تحصي ما انفقت دعماً لإسرائيل الحرب بأكثر من ٢١ مليار دولار، فتسعى لإنجاز سريع يُسجَّل لترامب انجاز عالمي في وقف الحروب في عهده .

ويبقى اجتماع شرم الشيخ المرتقب بمثابة اختبار أخير لإرادة الأطراف: هل يتحول الاتفاق إلى واقع، أم نشهد جولة جديدة من الخداع والمماطلة الإسرائيلية؟

الجواب لن تحدده العواصم ولا التصريحات، بل الميدان وحده، حيث تُكتب النهاية الحقيقية للحرب، أو تُعلن بدايتها من جديد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :