facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في المسألة السورية .. (غلطة الشاطر بألف)


طاهر العدوان
20-08-2011 04:11 AM

بعد ان وصل النظام السوري الى هذا المدى من العنف الدامي ضد شعبه ليس من المتوقع ان يتراجع عن هذا الطريق, فالتراجع يعني سقوطه, كما ان الاستمرار فيه يقود الى السقوط الحتمي.

بعد 5 أشهر من الدبلوماسية والضغوط والمناشدات الدولية الى بشار الاسد من اجل اختيار الحل الديمقراطي وتجنب الحل الامني, انتقل المجتمع الدولي الى مرحلة من الضغوط القاسية واللغة الصريحة التي تدعو الرئيس السوري الى التنحي عن الحكم, بمعنى آخر "اسقاط النظام" لان طبيعة الحكم في دمشق, الرئيس هو النظام.

يراهن النظام على ادواته السياسية والامنية القديمة لمواجهة التحدي الجديد. فالأسد "الأب"كان قد واجه صغوطا شديدة في الثمانينيات قادته الى عزلة عربية, ومع الولايات المتحدة والغرب, لكنه فكك اسوارها بضربة واحدة عندما انتقل الى المعسكر المعادي في عام 1990 بانضمامه الى الجيوش الامريكية والاوروبية "وليس الى الدبلوماسية فقط" من اجل مواجهة صدام حسين في الكويت.

بالمثل, نجح الأسد "الابن" بمواجهة حملة بوش العسكرية الضارية في الشرق الاوسط وعلى حدوده الشرقية مع العراق من خلال استثمار سياسي وامني ذكي لاوراقه مع ايران وحزب الله من دون ان يطلق رصاصة واحدة او يضحي بجندي واحد. فهل يواجه الاسد اليوم ما كان قد واجهه قبل 7 سنوات او ما كان قد واجهه والده قبل ربع قرن .?

الشروط مختلفة, والزمان ايضا. وتبدو ان "غلطة الشاطر بألف". لان التحدي الحقيقي الذي يواجه الرئيس السوري قادم من الداخل, وليس على شاكلة كتيبة عسكرية متمردة, ولا "مجموعات مسلحة" انما هي موجات جماهيرية, كالعواصف التي لا تقف الحواجز في طريقها ولا ترعبها أنهر الدم المستباح في الشوارع . فالشرعية المنزوعة عن بشار الاسد, التي يتحدث عنها اوباما والغرب كافة هي في الواقع قد نزعت عنه في وقت مبكر من ايام الثورة السورية. عندما قرر اخراج الجيش الوطني, من معسكراته وخنادقه, وتوجيهه الى دمشق وحمص وحماه ودير الزور ودرعا واللاذقية, وهم من قبل "اي قادة سورية" لم يفكروا بهذه الخطوة لدخول مدن الجولان المحتلة ولم يطلقوا باتجاه اسرائيل رصاصة واحدة منذ نهاية حرب 1973 .

نتمنى ان لا تقود التطورات في سورية البلاد الى مسار كالمسار الليبي فالتدخل العسكري الدولي ليس مرتبطا بنظرية المؤامرة على "الصمود وعلى المقاومة" كما يزعم اعلام النظام, انما سيحدث هذا التدخل في حالة واحدة فقط عندما يقرر الاسد وشقيقه ماهر تطوير عمليات القتل من مجازر صغيرة قتلت حتى اليوم اكثر من "2000" مواطن, الى عمليات ابادة جماعية بقتل عشرات الالاف كما حدث في حماة المنكوبة عام 1980 . فقرار الابادة سيترجم الى "جرائم ضد الانسانية" وهو ما لا يستطيع العالم العربي "العاجز" ولا المجتمع الدولي "المنافق" ان يتحمله.

بالتأكيد لم تكن قرارات يوم الخميس الماضي الصادرة عن واشنطن وعواصم اوروبا معزولة عن مواقف الدول العربية المشرقية "خاصة السعودية والاردن وباقي دول مجلس التعاون الخليجي, ولا هي منعزلة ايضا عن الموقف التركي المتصاعد. فالدول العربية المذكورة انضمت الى واشنطن وباريس ولندن في الدعوة لعقد مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة. اما تركيا التي ذهب زعيمها الطيب اردوغان الى مقديشو "الجائعة المدمرة" مع عائلته ومساعديه ليقدم العون للجوعى الصوماليين باسم الاخوة الاسلامية في شهر رمضان... تركيا الجديدة المتطلعة نحو الجنوب ستتحول الى قاعدة رئيسية لترجمة الغضب الدولي ضد حكام دمشق .فهل يبادر الاسد بالرحيل الى طهران الآمنة فيفعل ما فعله مبارك وزين العابدين ليوقف القتل وخراب الاوطان ومتجنبا مصير مبارك, ام ان الوقت قد فات وبان القادم اسوأ.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :