facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أشهر وزير داخلية عربي !


محمود الريماوي
28-08-2007 03:00 AM

ظل إدريس البصري على مدى ربع قرن يتمتع عملياً بنفوذ الرجل الثاني في المملكة المغربية ، وذلك خلال الفترة من 1974 إلى 1999 حيث أقاله الملك محمد السادس من منصبه ، وكثيراً ما حمل البصري إلى جانب منصبه وزيراً للداخلية حقيبة الإعلام ، وكان العاهل المغربي قد تقلد عرش بلاده منذ أشهر فقط بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني ، حين اتخذ هذا القرار الذي شمل عدداً من كبار معاوني البصري .بالأمس توفي الرجل في منفاه الاختياري في باريس عن 69 عاماً ، والذي يستحق وصفه بأنه أشهر وزير داخلية عربي. وتشاء المصادفات بعد إرادة المولى ، أن يغادر الرجل دنيانا عشية الانتخابات البرلمانية في بلاده المقررة في السابع من أيلول المقبل ، وهو الذي كان يشرف على كل كبيرة وصغيرة في هذا الاستحقاق ، والذي ناصبته المعارضة العداء لشدة التضييقات التي تعرضت لها أحزابها في عهده . ولولا إرادة الملك الراحل الحسن الثاني ، لما قيض لتجربة التداول على السلطة أن تجد طريقها للتنفيذ قبل نحو عقد من الزمن ، حين عاد عبدالرحمن اليوسفي المعارض البارز وأحد قادة الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية من منفاه لكي يتسنم بعد فوزه في الانتخابات ، منصب الوزير الأول ( رئيس الحكومة ) .

الآن يفخر المغاربة بأن انتخاباتهم جرت قبل خمس سنوات ، دون تدخل يذكر من الإدارة وإنما بشوائب أخرى ،وسوف تجري الانتخابات بعد عشرة أيام بوجود مراقبين ( ملاحظين حسب التعبير المغربي) من مندوبي آلاف المرشحين والهيئات الاجتماعية المحلية وهيئات دولية ، والهيئات الأخيرة واكبت العملية فبل بدئها .

من المفارقات أن البصري بعدما أمضى سحابة عمره المهني ، متابعاً لنشاطات ورموز المعارضة على اختلاف تشكيلاتها ، قد تحول في منفاه إلى صوت معارض ! . فقد اعتبر إنشاء هيئة للعدالة والإنصاف تفتح ملف المظالم وخاصة في المعتقلات ، بأنه يراد بها الدعاية للدولة ليس إلا ! . كما اعتبر قيام أية تظاهرة في مدينة العيون الصحراوية أو في أي مكان آخر دليلاً على ما يكتنف وضع الحريات ، كما صرح بذلك لصحف فرنسية واسبانية وجزائرية .

ومنها أيضا تصريحاته خلال العام الجاري ، بأن الحل الوحيد لمشكلة الصحراء الغربية يكمن في إجراء استفتاء للسكان ، وذلك في الوقت الذي كانت فيه حكومة بلاده تطرح في مجلس الأمن وخارجه ، مقترحها لحكم ذاتي موسع للصحراء والصحراويين ، وهو المقترح الذي بدأ يستقطب تأييداً دوليا .يذكر هنا أن البصري الراحل كان يحوز على ملف الصحراء في إدارة بلاده ، وكان يوصف بأنه الأكثر تشدداً إزاء هذا الملف بين بقية المسؤولين .

هذه المواقف أدت لتوتير علاقاته بسلطات بلاده ، فحرم لبعض الوقت من تجديد جواز سفره ، وهو الذي كان يمنح ويمنع مثل هذه الوثائق الرسمية ، كما تأخر صرف مستحقاته المالية عن انتهاء خدمته الطويلة في أرفع المواقع ، قبل أن يأمر الملك محمد السادس بتسوية أوضاعه .

لقد انقضت حياته السياسية والمهنية منذ ثماني سنوات شمسية ، وقبل أن تمتد إليه يد المنون بالأمس . على أن اسمه سوف يظل لصيقاً بذاكرة ملايين المغاربة ، وكذلك صورته التي ظلت تحضر لربع قرن على شاشة التلفزة الوطنية ، فقد كان أكثر من وزير ورجل دولة ، إنه رمز لعهد طويل ولسلطة شبه مطلقة كانت تنازع اتجاه بلاده ، في مضيها على طريق البناء الديمقراطي .

mdrimawi@yahoo.com






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :