facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانعكاسات المُحتملة لتنفيذ خطة ترامب: محليًا وإقليميًا ودوليًا


أ.د أحمد بطَّاح
16-10-2025 03:03 PM

لا شك في أّن خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام في قطاع غزة تكتسب زخماً متزايداً فقد تم توقيع الموافقة على المرحلة الأولى بل تم تنفيذ معظمها على أرض الواقع فعلاً، وها هو الرئيس الأمريكي وعدد غير قليل من القادة الكبار في المنطقة وخارجها اجتمعوا في شرم الشيخ لمباركة الخطة والتداول بشأن أفضل الأساليب لتنفيذها، والواقع أنّ ما يُعزز إمكانية التنفيذ الفعلي للخطة هو جدية ترامب واهتمامه بالتنفيذ لأنه أصبح على يقين من أنّ إنهاء الحرب هو من مصلحة إسرائيل التي خسرت "صورتها" أمام العالم، وتْكبدت ما تْكبدت من خسائر، وكذلك وصول حركة حماس إلى قناعة بأنها يجب أن تبذل كل ما تستطيع لإنهاء الحرب بعد أن صمد الشعب الفلسطيني على أرضه صموداً أسطورياً وتحمل ما لا يتحمله بشر من نزوح، وتقتيل، وترويع، وتجويع، ويمكن أن نضيف إلى ذلك ضغط الدول العربية والإسلامية من حلفاء الولايات المتحدة من أجل إنهاء المأساة في القطاع المنكوب. 

ولكن... إذا قُيض لهذه الخطة أن تُنفذ فما انعكاساتها المحتملة: محلياً، وإقليمياً، ودولياً؟! 
أولاً: على المستوى المحلي: 

إنّ المستوى المحلي هُنا يعني الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي، ففيما يتعلق بالطرف الفلسطيني سوف يعني تنفيذ الخطة الفشل في تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولكنه سوف يعني من الجهة الأخرى نهاية المقاومة المسلحة للاحتلال ولو إلى حين، كما سوف يعني "تدويل" حكم قطاع غزة (مجلس السلام برئاسة ترامب وإدارة بلير)، الأمر الذي سوف يؤخر قيام الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها (157 من أصل 193 دولة) أما على الصعيد الإسرائيلي، فإن تنفيذ الخطة سوف يعني إنهاء أي خطر محتمل من قطاع غزة، كما أنه سوف يعني إعادة الاعتبار لنظرية الردع الإسرائيلي بعد أن مارست إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة شهدها العالم أجمع بالصوت والصورة، ولعل من الواضح أن تنفيذ الخطة سوف "يُؤجل" تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية لمدة خمس سنوات على الأقل وإن كان من المؤكد أنه لن يُميت الفكرة حيث ستظل في الأفق يكافح من أجلها الشعب الفلسطيني ومن ورائه العالم أجمع تقريباً. 

ثانياً: على المستوى الإقليمي: 

إنّ أهم نتائج تنفيذ خطة ترامب على المستوى الإقليمي هو إزالة خطر تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى مصر، وفلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن، كما أنّ هذا التنفيذ للخطة سوف يريح دول الإقليم ولو مؤقتاً من "استباحة" إسرائيل للإقليم حيث ضربت في لبنان، وسوريا، وإيران، واليمن، وقطر واتخذت من السابع من أكتوبر "حجة" لمزيد من التوسع والعدوان، ومن الجدير بالذكر في السياق الإقليمي أنّ إيران لن تتمكن من "ترميم" محورها أو ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة، بينما من المتوقع أن تزداد تركيا قوةً وأن تكون المنافس الحقيقي لإسرائيل كقوة إقليمية وازنة في ظل تراجع النفوذ الإيراني، وتفاقم العجز العربي. 

ثالثاً: على المستوى الدولي: 
إنّ تنفيذ خطة ترامب سوف "يريح" العالم من أزمة ضمير شعر بها وهو يشاهد "الإبادة الجماعية" المروعة التي قامت بها إسرائيل في القطاع، وقد عبّرت عن "أزمة الضمير" هذه جماهير كبيرة خرجت إلى شوارع عواصم العالم ومدنه الكبرى مبديةً اشمئزازها مما يجري ومُجبِرةً حكوماتها على اتخاذ الإجراءَات اللازمة لإيقاف ما يجري بكل السُبل الممكنة، ومن المتوقع تماماً أن كثيراً من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين سوف تتابع نشاطها في ذات الاتجاه لأنها أصبحت تدرك أن لا حل لهذه المعضلة الإسرائيلية الفلسطينية إلّا بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ومما لا شك فيه أن هذا التوجه العالمي سوف يشكل ضغطاً غير قليل على إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تقفان ضد إقامة الدولة الفلسطينية. 

إنّ تنفيذ الخطة سوف يعني أيضاً إعادة الاعتبار إلى المنظمات الدولية وبالذات هيئة الأمم المتحدة التي وقفت عاجزة عن فعل أيّ شيء في ضوء الموقف الأمريكي المُدافع عن إسرائيل والمُوفّر غطائاً سياسياً لها حتى وهي تخرق القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني غير آبهةٍ بكل الأخلاق، والقيم، والمعايير التي اعترفت بها الإنسانية جمعاء وكرستها في مواثيق دولية. 

وختاماً فإنّ تنفيذ خطة ترامب ليس مؤكداً ولكنه مُرجّح في ضوء الاعتبارات التي أشرنا إليها، ولكن إذا ما تم فعلاً فإنّ من المُحتمل أن يكون له إرتدادات على مستوى الأطراف المعنية مباشرةً (إسرائيل والفلسطينيون)، وعلى مستوى الإقليم (العرب، وتركيا، وإيران)، وعلى المستوى العالمي (دول الاتحاد الأوروبي)، بريطانيا، روسيا، الصين. 

وأياً ما كان الأمر فإنّ مجرد إعلان الخطة، والبدء بتنفيذ مرحلتها الأولى، واجتماع القمة في شرم الشيخ لدفعها قُدماً يعني أنّ هناك خطوة هامة تمت إلى الأمام ولنتفاءَل بأن خطوات أخرى سوف تتم وصولاً إلى سلام مُشرّف يعمّ المنطقة وينعم به الجميع. 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :