عمون - ضمن مساقين دراسيين، اختار معهد باريس للعلوم السياسية نصوصا أدبية وشهادات حول مدينة عمّان لعدد من الكتاب الأردنيين شاركوا بإصدار كتاب « أن تكتب المدينة..عمّان من المسافة صفر» الصادر عام 2024، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمّان وبيروت، ويشرف على المساقين الدراسيين محرر الكتاب ومسير الورشة التي أنتجته الأديب والباحث السياسي الأردني الدكتور هشام البستاني، حيث يهتم المعهد إضافةً إلى الشأن السياسي بدراسة المجتمعات المعاصرة وتطور الحياة الحضرية فيها، ونتاجها الفكري والأدبي.

عمّان..من قرية إلى عاصمة
والنصوص المختارة لـ11 كاتباً أردنياً مترجمة للانكليزية ونشرت قبل ذلك في جريدة «القبس» الكويتية ومجلة «ذي كومون» الأدبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تتناول عمّان، وتشتبك مع واقعها، كما تطرح أسئلة حول مآلاتها المستقبلية وفكرة الانتماء إليها، وكان إصدارهم هذا نتاج الورشة المشار إليها «أن تكتب المدينة بعد أن تسأل ما هي المدينة؟»، والتي عقدت على مدى خمسة أسابيع في مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة بجبل عمان صيف العام 2023 ، والكتاب المشاركين، هم: آلاء جانبك، أيمي الخليفي، اسلام أبو حيدر، حليمة الدرباشي، الزميل الصحفي خالد سامح، يارا غنيم، هيفاء أبو النادي، مريم الدجاني، مريم عيتاني، رنيم أبو رميلة، والمحرر هشام البستاني، وجميعهم لهم تجارب مختلفة في السرد والنقد والشعر.

د. البستاني قال إن المساقين اللذين يُدرسهما متخصصان بالمنطقة العربية و"الشرق الأوسط "، الأول في المقر الرئيسي للمعهد بباريس وهو بعنوان « تحلوات المدن العربية ما بعد الاستعمار..المكان كذاكرة وخبرة وممارسة»، والثاني في فرع المعهد بمدينة مونتو الفرنسية وهو بعنوان « سرديات الذاكرة والأشياء: استكشاف حاضر وماضي المنطقة العربية من خلال التجربة المعاشة، والغرض من المساقين هو استكشاف تحولات المدن الاجتماعية والسياسية من خلال استنطاق الذاكرة والحياة اليومية التي من خلالها يمكن لنا أن نفهم المدن بملامحها الثقافية والاجتماعية وواقعها السياسي، حيث يطلب من الدارسين القادمين من بلاد مختلفة خلال المساقين الاختيار من أرشيفهم العائلي ما يستطيعون من خلاله الحديث عن تحولات مدنهم التي أتوا منها.

سياق مديني متحول
وستُدرس النصوص المختارة في جلستين دراسيتين يقدمها د. البستاني، الأولى بعنوان :( من خربة إلى عاصمة، تحولات عمّان ما بعد الاستعمار) وهذه المحاضرة تركز على نموذج من المدن العربية، وكيف تحولت في فترة قصيرة من قرية إلى عاصمة مترامية الأطراف، وكيف أثر اللقاء الاستعماري في تغيرها وتوسعها.

أما الجلسة الثانية فهي حول المدن والهويات والانتماء وتعريف الذات داخل السياق المديني المتحول، وكيف يُعرف الناس وجودهم ويموضعوا أنفسهم داخل المدينة مع التحولات النيوليبرالية والتدخلات السلطوية، وفيها محاولة لتقديم المحاولات الأدبية الحقيقية والجادة وتتضمن نسقاً إبداعياً عالي التفكير ونقداً عميقاً.

عن هشام البستاني
ولد الدكتور هشام البستاني في عمّان عام 1975، وهو يكتب القصّة والشّعر والمقالة والأشكال الهجينة والمُولَّدة، صدر له في الأدب ستة كتب هي «عن الحب والموت» (الفارابي، 2008)، «الفوضى الرتيبة للوجود» (الفارابي، 2010)، «أرى المعنى» (الآداب، 2012)، «مقدّماتٌ لا بدَّ منها لفناءٍ مؤجّل» العين، 2014)، «شهيقٌ طويلٌ قبل أن ينتهي كلّ شيء» (الكتب خان، 2018)؛ وكتاب « مدينتي المشوهة التي أستيقظ فيها كل يوم» بمشاركة الفوتوغرافية ليندا خوري ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر-2024)، وصدر له في الفكر السياسيّ كتاب «الكيانات الوظيفيّة: حدود الممارسة السياسيّة في المنطقة العربيّة ما بعد الاستعمار» (مجلّدان، المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، 2021) ونال عنه درجة الدكتوراة من بريطانيا.

تُرجمت قصص البستاني ونصوصه الشعريّة إلى لغات عدّة، نُشرت الإنجليزيّة منها في دوريّات بارزة في الولايات المتّحدة، وبريطانيا، وكندا. اختارته مجلة ذي كلتشر ترِب البريطانية عام 2013 واحدًا من أبرز ستّة كتّاب معاصرين من الأردن. حاز كتابه «أرى المعنى» على جائزة جامعة آركنسو للأدب العربيّ وترجمته، وصدر تحت عنوان The Perception of Meaning عام 2015 عن دار نشر جامعة سيراكيوز في نيويورك. أدرجت إحدى قصصه في أنطولوجيا أفضل القصص القصيرة الآسيويّة لعام 2017، وحاز في العام نفسه على زمالة الإقامة الأدبيّة التي تقدّمها مؤسّسة روكفلر الأميركيّة في مركزها في بيلاجيو – إيطاليا. صدرت الترجمة الإنجليزيّة لكتابه «الفوضى الرّتيبة للوجود» عام 2022 عن دار ميسون جار برس في بالتيمور، الولايات المتحدة.