facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية الى مدينة العقبة ودلالاتها


السفير الدكتور موفق العجلوني
07-11-2025 09:25 AM

تمثل زيارة وزير دولة للشؤون الخارجية معالي الدكتورة نانسي نمرقة قبل أيام إلى مدينة العقبة عروس الاردم على ساحل البحر الأحمر خطوة إيجابية تعكس حرص وزارة الخارجية وشؤون المغتربين على تقريب خدماتها من المواطنين والمستثمرين في المحافظات، وتفعيل نهج اللامركزية الإدارية والخدماتية الذي يتسق مع رؤية التحديث الاقتصادي والتحول الرقمي في مؤسسات الدولة.

إن افتتاح مكاتب التصديق في المحافظات، ومنها مكتب العقبة ضمن النافذة الاستثمارية، يعزز ثقة المواطن والمستثمر بدور الوزارة كجسر بين الداخل والخارج، وكشريك في دعم بيئة الاستثمار وتسهيل الإجراءات الحكومية. ومع ذلك، فإن تطوير أداء وزارة الخارجية يتطلب معالجة عدد من الملفات على المستويين الداخلي والخارجي.

فعلى المستوى الداخلي لا بد من :

 توسيع التواصل بين مركز الوزارة والسفراء السابقين وكبار الدبلوماسيين المتقاعدين، لما يمتلكونه من خبرة سياسية ودبلوماسية واسعة يمكن أن تثري القرار الخارجي الأردني.

 تعزيز التنسيق بين وزير الدولة للشؤون الخارجية ، في ضؤء ان معالي أن معالي وزير الخارجية و شؤون المغتربين أيمن الصفدي مشغول على الدوام بمهام خارجية، ما يستدعي تمكين الدكتورة نمروقة من أداء دور فاعل في المتابعة الداخلية والإشراف على الملفات اليومية واللقاءات التشاورية.

 تكثيف برامج التدريب والتأهيل للدبلوماسيين الجدد، بالتنسيق مع نعالي رئيسة المعهد الدبلوماسي الدكتورة هيفاء الخريشا ، وربط أدائهم بمؤشرات مهنية تعزز الكفاءة والقدرة على التواصل مع الجاليات والمستثمرين.

اما على المستوى الخارجي:

 مراجعة العلاقات مع الدول التي توجد فيها بعثات أردنية دون أن يكون لها تمثيل دبلوماسي على مستوى سفير مقيم بالمقابل ، وذلك لضمان التوازن في العلاقات وتعظيم الفائدة الدبلوماسية والاقتصادية.

 دراسة جدوى استمرار بعض البعثات في ضوء مصالح الأردن السياسية والاقتصادية الفعلية، وتوجيه الموارد نحو الدول والمناطق ذات الأهمية الاستراتيجية.

 توسيع الخدمات الإلكترونية في البعثات، كما أشارت الوزيرة، لتصل إلى جميع السفارات، بما يسهم في خدمة المغتربين بكفاءة وسرعة أكبر.

 تولي إدارة النادي الدبلوماسي بحيث تكون معاليها الرئيس الفخري للنادي وان يكون مقره الدائم وزارة الخارجية او على اقل تقدير المعهد الدبلوماسي الى حين تتفضل الوزارة مشكوره بإيجاد مقر دائم للنادي يليق بوزارة الخارجية والسفراء والدبلوماسيين اسوة بالأندية الدبلوماسية في الدول العربية الشقيقة والصديقة.

من جهة اخرى، تمثل زيارة العقبة نموذجاً عملياً لربط العمل الدبلوماسي بالبعد التنموي والخدمي، غير أن المطلوب اليوم هو ترسيخ ثقافة التشاور المؤسسي داخل الوزارة، وتفعيل الاستفادة من الخبرات الوطنية الدبلوماسية السابقة لتبقى السياسة الخارجية الأردنية قائمة على الثبات والمرونة والاتزان الذي ميّزها دوماً.

زيارة الدكتورة نانسي نمروقة، وزير دولة للشؤون الخارجية، إلى العقبة لم تكن مجرد تفقد إداري لمكتب تصديق جديد، بل إشارة عملية إلى توجهٍ مطلوب منذ سنوات في العمل الدبلوماسي الأردني: أن تنفتح وزارة الخارجية على الداخل، وأن تعيد وصل السياسة الخارجية بجذورها الوطنية، حيث يبدأ المواطن والمستثمر.

فالأردن الذي لطالما تميّز بدبلوماسيته الهادئة والمتزنة، يحتاج اليوم إلى تجديد في أدوات وزارة الخارجية، لا في مبادئها. فالوزارة مطالبة بأن تكون ليس فقط صوت الأردن في الخارج، بل أيضًا جسر الدولة مع مواطنيها ومغتربتيها ومجتمع الاستثمار الذي يعوّل عليه الاقتصاد الوطني.

زيارة الوزيرة نمروقة للعقبة، وهي أول زيارة ميدانية بهذا الطابع الخدمي، تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن النجاح الحقيقي يبدأ عندما تُترجم مثل هذه الزيارات إلى مراجعة داخلية شاملة لطريقة عمل الوزارة على المستويين الإداري والسياسي.و هنا اتحدث من خلال واقع عشته في وزارة الخارجية ما يزيد عن ٣٥ عاماً .

فمن الضروري أن تُفعّل وزارة الخارجية نهج الاستماع والخبرة الوطنية، عبر فتح قنوات حوار منتظم مع السفراء السابقين وموظفو الوزارة المتقاعدين من الجهاز الإداري و المالي الذين راكموا خبراتٍ واسعة في ملفات الإقليم والعالم. هذه الطاقات ليست للتاريخ، بل يمكن أن تكون اليوم جزءًا من التفكير السياسي والاستشاري الذي تحتاجه الوزارة في ظل تحديات متشابكة إقليميًا ودوليًا.

كما أن من الحكمة مراجعة خريطة التمثيل الدبلوماسي، خاصة في الدول التي توجد فيها سفارات أردنية دون تمثيل مقابل، بما يضمن تحقيق توازن سياسي واقتصادي في العلاقات الخارجية، وعدم استنزاف الموارد في مواقع محدودة الجدوى.

ويبقى معالي الوزير أيمن الصفدي من أنشط واذكى وزراء الخارجية العرب والأجانب وأكثرهم حضورًا دوليًا، لكن حجم الأعباء الخارجية يتطلب تمكين الوزير المساند من ممارسة دور أكبر في المتابعة الداخلية والسياسية، بما يضمن استمرارية القرار وسرعة الاستجابة للملفات اليومية دون تأخير.

الأردن يمتلك رصيدًا دبلوماسيًا محترمًا في العالم، لكن المرحلة المقبلة تحتاج إلى دبلوماسية ميدانية جديدة: تذهب إلى الناس، تستمع، وتعيد بناء الجسور بين السياسة الخارجية والتنمية الوطنية

من باب العتب ( على قدر المحبة ) على معالي الوزيرة نمروقة ، عدم مبادرتها إلى الالتقاء بالسفراء الأردنيين السابقين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الطويلة، رغم وجود رغبة واضحة من عدد منهم او جلهم للقاء معاليها خدمةً لمصالح الوزارة وتعزيزًا لأداء السياسة الخارجية الأردنية، مع التقدير ومنح العذر لمعالي وزير الخارجية أيمن الصفدي تقديراً و شعوراً مع معاليه لضغط برنامجه الخارجي، ولا سيما الظروف الراهنة في قطاع غزة والمنطقة و العالم .

نتمنى لوزارة الخارجية و شؤون المغتربين ممثلة بصاحبي المعالي و الزملاء السفراء والدبلوماسين و الجهاز الإداري في الداخل والخارج كل التوفيق والنجاح وتحقيق كل ما يمكن ان يأخذ سياستنا والخارجية وعلاقات مملكتنا الدبلوماسية الى معارج التقدم والرقي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :