السفير سفيان القضاة .. مهندس الدبلوماسية الهادئة
م. بسام ابو النصر
10-11-2025 03:57 PM
في ظل تحولات السياسة الإقليمية المتسارعة، يبرز اسم السفير سفيان القضاة كواحد من أبرز الدبلوماسيين الأردنيين الذين يُجيدون إدارة الملفات المعقدة بدقة وهدوء. السفير القضاة، المعروف بمهاراته في إدارة الأزمات وخبرته الواسعة في الشؤون القنصلية، بات اليوم يشغل منصب سفير الأردن في دمشق، حيث تمثل العلاقة بين الأردن وسوريا تحدياً يتطلب توازناً دبلوماسياً محنكاً.
لقد اكتسب القضاة خلال عمله كمتحدث رسمي باسم وزارة الخارجية خبرة فريدة في صياغة الرسائل الرسمية بشكل واضح ومؤثر، فضلاً عن تعامله المباشر مع قضايا المواطنين الأردنيين في أوقات الأزمات. هذا المزيج بين الخبرة الإعلامية والعملية جعل منه شخصية مناسبة لقيادة ملف العلاقات الأردنية السورية في هذه المرحلة الحساسة.
يُوصف السفير القضاة بأنه “ماكينة دبلوماسية رشيقة ودقيقة”، حيث يعتمد أسلوباً عملياً بعيداً عن التعقيدات والبيروقراطية، يسعى من خلاله إلى تحقيق نتائج ملموسة على الأرض. يعمل بصمت، معتمداً على التواصل المباشر والفعّال مع مختلف الجهات، سواء في الأردن أو سوريا، بهدف بناء جسور تعاون تخدم المصالح الوطنية في مجالات الأمن والاقتصاد والإنسانية.
في دمشق، لا يركز القضاة على الظهور الإعلامي، بل يولي أهمية كبرى لبناء العلاقات المهنية وتحريك القنوات الدبلوماسية بهدوء واحترافية. يدرك تماماً أن النجاح في موقعه يقاس بمدى تخفيف التوترات، وتسهيل التنسيق بين الجهات، وتحقيق خطوات تدريجية نحو تعزيز التعاون.
يتمتع السفير القضاة بحس دبلوماسي رصين، يجمع بين الوضوح والواقعية، ويعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في إدارة ملف حساس يتطلب صبراً وحنكة. ففي هذه المرحلة، لا مكان للخطابات الرنانة، وإنما للعمل الدبلوماسي الهادئ الذي يهدف إلى بناء الثقة وتعزيز الاستقرار.
يمكن القول إن سفيان القضاة يمثل نموذجاً متقدماً للدبلوماسية الأردنية، التي تعتمد على الفعل لا على الكلام، وعلى النتائج العملية بدلاً من الشعارات. هو شخصية دبلوماسية تعكس توجه الأردن نحو علاقات متزنة وواقعية مع جيرانه، تعزز مصالح البلد وتحفظ أمنه في بيئة إقليمية متشابكة.