قوة الأردن في تلاحم الشعب وحب الهاشميين
بهاء الشنتير
14-11-2025 05:59 PM
في مثل هذا اليوم تتجدد في قلوب الأردنيين مشاعر الفخر والاعتزاز، إذ نحتفل بميلاد الملك الحسين بن طلال، القائد الذي حمل الوطن في قلبه قبل أن يحمله العرش، وعاش حياته مكرسًا لخدمة شعبه، مؤمنًا أن قوة الأردن واستقراره لا تأتي من الأرض وحدها، بل من تلاحم الشعب الأردني مع قيادته الهاشمية وحبه العميق للهاشميين. لقد كان الحسين أكثر من ملك؛ كان أبًا لكل الأردنيين، ومعلمًا للقيم الإنسانية، ورمزًا للعدل والشجاعة والكرامة. في ميلاده نتذكر مدرسة القيادة التي أسسها، مدرسة تقول إن الوطن رسالة، وأن المواطن هو الثروة الحقيقية، وأن الوفاء بالعهود هو أساس كل نهضة، وأن قوة الأردن الحقيقية تتحقق عندما يلتقي ولاء الشعب مع حكمة القيادة، ومع حب الشعب للعائلة الهاشمية.
لقد ترك الحسين إرثًا خالدًا من المبادئ، وبنى مؤسسات الدولة على صلابتها واستقلالها، وجعل من الأردن نموذجًا للاستقرار والأمان في منطقة متقلبة، وأرسى قيم العدالة والمساواة والكرامة التي أصبحت علامة فارقة في الهوية الوطنية الأردنية. لقد كان يعلم أن كل مشروع ونجاح للوطن لا يكتمل إلا بتلاحم الشعب مع قيادته، وبحب الشعب العميق للهاشميين، الذي يجعل كل تحدٍ فرصة لتوحيد الصفوف وتعزيز الانتماء للوطن. وفي حضوره تعلم الأردنيون معنى الوفاء والولاء، وفي غيابه شعروا بثقل الغياب، لكن إرثه بقي حيًا في كل مشروع ونهضة تحمل بصمته، وفي كل قلب يحمل حب الحسين وحب العائلة الهاشمية.
ومع مرور الزمن، يظهر امتداد إرث الحسين في شخصية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي حمل على كتفيه أمانة ثقيلة ومسؤولية عظيمة، واستكمل مسيرة البناء والنهضة، محافظًا على قيم مدرسة والده، مترجمًا حب الشعب له إلى مسيرة عمل يومية تعكس الالتزام بالوطن والمواطن. لقد أحبّه الأردنيون لأنه قائد قريب منهم، يسمع همومهم، يقف معهم في الفرح والحزن، ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار. إن تلاحم الشعب الأردني مع قيادته الهاشمية، وحبهم العميق للعائلة الهاشمية، هو السر الذي جعل الأردن يقف شامخًا في وجه كل التحديات، ويستمد قوته من الوحدة بين القيادة والشعب ومن الحب العميق والولاء غير المحدود.
الملك عبدالله الثاني هو امتداد حي لإرث الحسين، القائد الذي يحمي وحدة الوطن ويرعى مصالح شعبه، ويجعل من كل تحدٍ فرصة للنمو والتقدم، محافظًا على إرث والده من قيم العدل والشجاعة والكرامة والوطنية. وفي عهده، يرى الأردنيون أن القيادة ليست مجرد لقب، بل مسؤولية وعطاء وحب، وأن تلاحم الشعب مع قيادته الهاشمية وحبه العميق للعائلة الهاشمية يخلق قوة لا تهزها الأحداث واستقرارًا يعكس عمق الانتماء والحب للوطن.
في ذكرى ميلاد الملك الحسين، نتذكر القيم التي رسخها، ونتأمل امتداد حضوره في مسيرة الملك عبدالله الثاني، الذي حافظ على النهج الهاشمي العميق في الانتماء، وحقق التوازن بين الحداثة والتقاليد، بين التنمية والتاريخ، وجعل من الأردن مثالًا للقوة والاستقرار، ومصدرًا للفخر والإلهام لكل الشعوب. نحن اليوم، في هذا الاحتفال، لا نحتفل بميلاد رجل فحسب، بل نحتفي بروح وطن تتجسد في تلاحم الشعب الأردني مع قيادته الهاشمية وحبهم العميق للعائلة الهاشمية، وبمسيرة مستمرة نحو المستقبل بقيادة حكيمة وشعب وفيّ.
رحم الله الملك الحسين بن طلال، قائدًا خالدًا في التاريخ والوجدان، ورمزًا لكل ما هو عظيم في الأردن، وحفظ الله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ليظل الأردن تحت رايته الوارفة، شامخًا، مزدهرًا، موحدًا، ورايته مرفوعة عاليًا في كل زمان ومكان، شاهدة على عزيمة أمة لا تعرف الانكسار، وعلى شعب متلاحم مع قيادته الهاشمية، وعلى حب عميق للعائلة الهاشمية، ووفاء دائم للوطن الذي يستحق كل تضحية وعطاء.