في ضوء التفاعلات التي أثارتها بعض تصريحات دولة فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان الأردني، من المهم التوقف بإنصاف أمام طبيعة تلك التصريحات وسياقها الوطني، بعيدًا عن الاجتزاء أو التأويل الخاطئ.

فدولة الفايز ليس مجرد مسؤول رسمي يتحدث في لحظة سياسية عابرة، بل هو رجل دولة، مثّل صوت الحكمة والاتزان، وشهد له الأردنيون بمواقفه المعتدلة التي تنبع من حرصه العميق على أمن الوطن واستقراره.

تصريحات دولة الفايز التي جاءت بشأن الأمن الوطني والهوية الأردنية والموقف من القضايا الإقليمية – وعلى رأسها القضية الفلسطينية – إنما تعكس ثوابت الدولة الأردنية التي تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية. لم تكن التصريحات انفعالية أو ارتجالية، بل نابعة من إدراك لطبيعة المرحلة، وحجم التحديات الداخلية والإقليمية.

ومن موقعه رئيسًا لمجلس الأعيان، فإن الفايز لا ينطلق من اجتهاد شخصي، بل من موقع دستوري يُلزم المسؤولية والتوازن. فهو ليس بغريب عن العمل العام أو الموقف الوطني، بل لطالما كان جزءًا فاعلًا في رسم ملامح الخطاب السياسي الرسمي.

إن احترام رموز الدولة لا يعني إغلاق باب النقد، لكن يتطلب أن يكون نقدًا وطنيًا مسؤولًا لا يخدم أجندات ضيقة، بل يعزز مناعة الدولة ومؤسساتها، خاصة في لحظات تتطلب وحدة الصف، لا التشكيك.

حمى الله الوطن والقيادة الهاشمية