الرجوب يقود خطة تعافي للقوة الناعمة الفلسطينية لتصبح مؤثرة
صالح الراشد
19-11-2025 01:19 PM
مطالبات عالمية عديدة بمساواة الكيان الصهيوني بروسيا ومنع منتخباته ورياضييه من المشاركة في البطولات القارية والدولية، في ظل الانتهاكات الصهيونية بحق الرياضة الفلسطينية والاستهداف المتواصل للرياضيين، وطالبت هذه الجهات "الفيفا" واللجنة الأولمبية الدولية والمنظومة الرياضية الدولية، بالتوقف عن التهرب من مسؤولياتها واتخاذ قرارات حاسمة لوقف الاعتداءات الصهيونية على الرياضة في فلسطين، ورغم ذلك لم تتحرك المنظمات الرياضية العالمية كون اتخاذ هذا القرار أكبر من حجمها لدعم الولايات المتحدة والقرار السياسي الغربي للكيان، وهو ما يعني ضرورة استمرار الاتحادات الإنسانية المطالبة بالعدالة في مطالبها حتى ترضخ الفيفا والأولمبية الدولية.
وقد يعتقد البعض أن الرياضة شيء بسيط ولا تأثير لها على قيمة ومكانة الكيان الذي نبذته الشعوب الأوروبية ولاعبيها وجماهير الكرة فيها، حتى شعر اللاعبون الصهاينة بعظم ما تفعله الالة السياسية والعسكرية من جرائم بحق الإنسانية، وانتقلت الرياضة الفلسطينية بقيادة الفريق جبريل الرجوب لتشكيل تحالفات دولية لمعاقبة الكيان وإعادة إعمار المنشآت الرياضية التي دمرها الصهاينة، ولاعادة الروح للرياضة الفلسطينية الجريحة لفقدها ما يصل لألف شهيد في غزة والضفة خلال السنتين الأخيرتين، ليقوم الرجوب بجولات مكوكية في عديد الدول طلباً للإسناد للموقف الفلسطيني المشروع، فزار الأردن، مصر، السعودية، الكويت، الجزائر، البحرين، ألمانيا، إيرلندا، جنوب أفريقيا، إسبانيا ودول أخرى لوضع القضية الرياضية الفلسطينية على طاولات الدول والمنظمات.
وحصل الرجوب خلال لقائه مع الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ورئيس اتحاد غرب آسيا، على دعم الاتحادين بمطالبة الاتحاد الدولي لكرة القدم بتسريع اتخاذ القرارات بشأن المطالب التي تقدم بها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والمتعلقة بمحاسبة الكيان على انتهاكاتها للرياضة الفلسطينية، لاثبات التزام الفيفا بالأهداف السامية والإنسانية لكرة القدم وترسيخ قيم العدالة والمساواة، فيما حقق التقارب مع أسبانيا أثر كبير وخدم القضية الفلسطينية، وبالذات اللقائين الجماهيريين بين المنتخب الفلسطيني ومنتخب إقليم إلباسك وكتالونيا بغض النظر عن النتيجة، حيث كان كل لقاء مهرجان كبير لدعم الحق الفلسطيني في قلب أوروبا، فرفعت الجماهير العلم الفلسطيني ورفعوا لافتات تضامنية، لتصل رسالة أوقفوا الابادة الجماعية في فلسطين للعالم أجمع، والتقى الرجوب بوزيرة الشباب الإسبانية سيرا ريغو، وأكدت التزام إسبانيا بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني معتبرة ذلك واجبًا إنسانيًا وسياسيًا وأخلاقيًا، والتقى برئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الإسباني، الوزير أوريبي، الذي أدان الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وتعهّد بالدعم وبنقل صورة ما تتعرض له فلسطين للدول الأوروبية.
والتقى الرجوب خلال دفاعه عن الحق الرياضي الفلسطيني برئيسة اللجنة الأولمبية الدولية، كيرستي كوفنتري، وقدم لها صورة مفصلة عن الحرائق الصهيونية لتؤكد تضامنها مع الرياضيين الفلسطينيين، في ظل الظروف الإنسانية والرياضية الصعبة التي يواجهونها، وقبلها كان قد التقى مع توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق وبحثا التحديات التي تواجهها الرياضة الفلسطينية جراء الظروف الراهنة، واحتضنت العاصمة الأيرلندية بلفاست وفدًا رياضيًا فلسطينيًا تعبيراً عن وقوفها مع الحق الفلسطيني، وفي مصر اطلع الرجوب وزير الشباب والرياضة المصري د.اشرف صبحي على مستجدات الرياضية في فلسطين، وتم بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ليختار كل من دعم الحق الفلسطيني التعبير عن قوته في وقت اختار آخرون الصمت.
واستمد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية عزيمتهم وإصرارهم في الحراك العالمي بسبب القوة الناعمة للرياضة، القادرة على تحريك الجماهير ومعاقبة الكيان، ولقدرتها على بث الأمل وتوحيد الشعوب لتتحول لقوة ضاغطة فاعلة مؤثرة، ليكون الحراك صوب المنظمات الرياضية العالمية الخطوة الأولى للحصول على قرار بمعاقبة الكيان، وهو ما يقود بقية منظمات العالم للقيام بفرض عقوبات مماثلة على الكيان، وبرزت القوة الناعمة المؤثرة خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالحديث حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية والتحديات التي تواجهها في ظل الظروف الراهنة، والذي احتضنه مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية،لتتحرك الضمائر والمواقف الداعمة بالكلام فيما الفعل ظل قاصراً في ظل الهيمنة الصهيوأمريكية على بعض المنظمات، وفلسطينياً بدأ التحرك الجاد لاستنهاض الهمم وإعادة الحياة إلى الملاعب والصالات، بخطة استراتيجية مدتها عام لتعافي الرياضة الفلسطينية.
آخر الكلام:
الرجوب وضع الملف الرياضي الفلسطيني على جدول أعمال التضامن الإسلامي وجامعة الدول والأمم المتحدة، واللجنة الاولمبية الدولية والاتحادات الدولية للألعاب وفي مقدمتها كرة القدم، وفي رسالته وضع الحقيقة أمام الجميع بأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني محاولة لإنهاء الوجود عبر التطهير العرقي والسياسات القمعية، ويقابل الإجرام الصهيوني إصرار فلسطيني على الحياة إيماننا بعدالة قضيته، لتبقى الرياضة منبرًا وطنيًا ونضاليًا يعبر عن إرادة وصمود أبناء فلسطين.