facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكومة فيصل الفايز .. استقرار وسط العاصفة !


غازي ابو جنيب الفايز
23-11-2025 09:23 PM

من اهم مؤشرات الديمقراطية اي ديمقراطية في اي بلد في هذا العالم ونحن في المملكة الاردنية الهاشمية جزء منه " كديمقراطية بناءة منضبطة" ، من الطبيعي ان يكون في ظلال هذه الديمقراطية الاختلاف في الرؤى والتقييم الموضوعي للقضايا الكبرى وهو امر محمود ولكنه يتعارض تماما مع النقد الكيدي او المجحف الذي يتقصد به البعض اما تغييب الحقيقة او التقليل من الانجاز سواء اكان هذا الفعل هو ناتج عن كامل وعي وقصد ام بدونهما، أسوق هذه المقدمة للرد على مقال الدكتور جاسر عبد الرزاق النسور المنشور في 22 من نوفمبر الجاري في احد المواقع الاخبارية تحت عنوان ( لماذا لم يرتفع الدين العام في عهد حكومة الفايز.. ولماذا تضاعف بعده ) ؟.

ومن ناحية عملية بحتة فإن الدكتور جاسر النسور كان يرد بنوع من عدم الاختلاف او الرفض لبيان وزير المالية عبدالحكيم الشبلي الذي اصدره قبل عدة ايام والذي اظهر فيه حجم الدين لكل الحكومات المتعاقبة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني وحدد هذا الدين بالارقام الرسمية منذ بدء ولاية كل حكومة وحجم الدين في نهاية ولايتها ، والذي اظهر ان حكومة دولة فيصل الفايز كانت هي وحدها، التي انخفض في عهدها الدين بمقدار 100 مليون دينار تقريبا، خلال فترة عملها البالغة 528 يوما.

وقبل البدء بالرد على الدكتور جاسر اود الاشارة الى مسألتين لكي ابقى متسلحا بالموضوعية :

الاولى : انا لا اعرف الدكتور النسور ولم يسبق ان ربطتني به اي علاقة، والقصد هنا ان ردي عليه ليس مناكفة .

المسألة الثانية: ان دفاعي عن دولة فيصل الفايز ليس بدافع الفزعة بسبب صلة القرابة او الدم رغم فخري واعتزازي بذلك بل بسبب موضوعي بحت الا وهو الانصاف له ولحكومته والانصاف لاي سياسة منتجة ناجحة لان سياسة جلد الذات وتعميق الصورة النمطية السوداوية عن الدولة الاردنية ورجالاتها وطمس نجاحاتهم هو امر خطير يكرس الفشل كاساس للاداء في ذهن الجيل الصاعد ويرسم صورة لا تليق بمملكتنا العريقة .

ومن هذا المنطلق فاني اقوم بالرد ويعذرني الدكتور جاسر ان اختلفت معه في عدد من النقاط التى بنى عليها مقاله:
اولا : ان الدكتور جاسر استند في مقاله المشار اليه الى ان انجاز حكومة دولة فيصل الفايز جاء اساسا بسبب ان الظرف الجيوسياسي كان مستقرا وهو تقييم صادم جدا ويؤسس الى رفض كل النتائج التى بنيت عليه، فحكومته استلمت مهامها بعد عدة اشهر من الحرب على العراق وسقوط النظام العراقي وقتذاك وهو ما كان بمثابة زلزال هائل كان الاردن بحكم العامل الجيوسياسي الاكثر تأثرا به وبخاصة من زاوية ان العراق كان وقتذاك يمد الاردن بنحو 5.5 مليون طن من النفط سنويًا، وكانت نصف هذه الكمية (نحو 2.75 مليون طن) تُقدم مجانًا، فيما النصف الآخر يُباع بأسعار تفضيلية، وهذا يعني ان سقوط النظام العراقي انذاك وتوقف امدادات النفط المتفق عليها معه شكلت احد اكبر التحديات للاردن والتى تحملت مسؤوليتها حكومة فيصل الفايز والتي لم تكن في اجواء اقليمية هادئة ومستقرة كما يقول الدكتور جاسر.

ثانيا : اما العنصر الاخر الذي يبني عليه دكتورنا المحترم فرضية ان حكومة فيصل الفايز حصلت على ما حصلت عليه فهو العامل السكاني وقال ما نصه (عندما تولّى الفايز رئاسة الوزراء عام 2003، كانت المملكة تعيش ظروفاً أبسط بكثير من تلك التي نعرفها اليوم فعدد السكان كان أقل، والطلب على الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية كان محدوداً مقارنة بالحجم الحالي، كما لم تكن البلاد تواجه موجات اللجوء الكبرى التي بدأت بعد عام 2005، ولم تكن أزمات الطاقة أو الغذاء أو الأسواق العالمية قد ضربت المنطقة بعد ) .

ومع احترامي لمنطق الدكتور جاسر اقول إن هذا الكلام يفتقر الى الحقائق الموضوعية وذلك بسبب ما يلي :

اولا : بخصوص العامل السكاني فإن الفوارق الرقمية الاحصائية بهذا الخصوص في الاردن محدودة جدا بين عام وعام وحتى بين عقد وعقد ، كما ان موضوع اللجوء الفعلي والكبير والخطير من العراق حصل خلال فترة ولاية دولة فيصل الفايز وليس قبله وليس بعده والتقديرات حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان اكثر من نصف مليون عراقي لجأوا للاردن خلال فترة ولاية حكومة دولة الفايز اي خلال الاعوام من 2003 _ 2005 .

ثانيا : يقول الدكتور جاسر النسور في مقاله إن من بين العوامل التي ساهمت في منح حكومة دولة فيصل الفايز هذا التصنيف ان (المنح الخليجية المباشرة والتي ساعدت في تخفيف عبء العجز، الأمر الذي ساهم في بقاء الدين مستقراً خلال فترة قصيرة بطبيعتها أصلاً ) .

وهذا كلام علمي ودقيق ولكن سؤالي لدكتور متخصص بالسياسية والاستراتيجيات، لماذا منحت هذه القروض والمنح لحكومة فيصل الفيصل دون سواه ولم تمنح لمن قبله ولا من هو بعده رغم ان كل الحكومات هي حكومات المملكة الاردنية الهاشمية، حكومة سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والتي تحظى باحترام وتقدير دول الخليج العربي الشقيقة ؟ .

في الجواب اقول لان شخص فيصل الفايز وثقافته وقيمه واخلاقه وعلاقته بهذه الدول صنعت الفرق النوعي، هذا علاوة على دبلوماسية حكومته الذكية التي استثمرت وبذكاء شديد قيمة جلالة الملك وجهوده في تلك الحقبة لدعم الاردن واستقراره .

وأسأل: لماذا لم تفعل الحكومات المتعاقبة ذات الفعل الذي فعله فيصل الفايز ؟

وهذا السؤال مطروح للنقاش ليس معك دكتور جاسر النسور، بل مع اي كاتب او محلل .

اشكرك دكتور جاسر النسور على اثارة هذا النقاش ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :