facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواجهة الأوسع !


أ.د. صلاح العبّادي
26-11-2025 02:45 AM

تشتعل النار في الضاحية الجنوبيّة في بيروت باستهداف القائد العسكري في حزب الله أو الملقب برئيس أركان الحزب هيثم علي طبطبائي.

رئيس الوزراء الإسرائيلي وفي تعليقه بعد عملية الاستهداف قال إنّ طبطبائي قاد عملية تعزيز قوة حزب الله، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل لن تتردد في مواجهة أيّ تهديدٍ في أيِّ زمان ومكان.

عودة التصعيد في الضاحية الجنوبيّة بعد نحو خمسةِ أشهر يدفع بالهدنةِ الهشةِ أصلًا إلى حافة الانهيار، ويطرحُ معه العديد من التساؤلات بشأن إمكانيّة عودة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وما حجم الخروقات داخل الحزب؟ وهل تكون المواجهة المحتملة هذه المرة أكثر شراسةً وحسماً؟!.

رسالة إسرائيل في هذهِ العملية كان متوقعًا من ناحية استهداف الضاحية، لكنّ استهداف هذه الشخصيّة التي كان يشغلها في السابق فؤاد شكر الأولى عسكريًا في حزب الله؛ توصل رسالة إلى حزب الله إلى أنّ الخرق الأمني والاستخباراتي الاسرائيلي لا يزال قائمًا، عدا أنّ إسرائيل تحاول ضرب كل محاولة لحزب الله لإعادة بناء قدراته، لأن الطبطبائي قاد العمليات العسكريّة بعد اغتيال فؤاد شكر وإبراهيم عقيل في الحرب الأخيرة، وكان يشرف على العمل العسكري بكل تفاصيله، وهو ما كان قد كشف عنه الأمين العام للحزب نعيم قاسم عندما تحدث في السابق عن إعادة بناء القدّرة.

استهدافه يشير إلى أنّ إسرائيل تلاحق الجناح العسكري، وتكشف حزب الله أمنيًا وعسكريًا، وبأنّ لا مناطق محظورة أمام الاستهدافات، وهو يأتي في اطار التصعيد التدريجي، بدءًا من الغارات في الجنوب واستهداف مخيم عين الحلوة قبل أيام، وصولًا إلى ضاحية بيروت الجنوبيّة، وهو ما يشبه التصعيد الكبير الذي حدث قبل الثالث والعشرين من شهر أيلول من العام ألفين وأربعة وعشرين.

التصعيد الإسرائيلي جاء قبل أيامٍ قليلة من اتفاق وقف الأعمال العدائيّة، وهو ما يدل أنّ الاتفاق بات هشًا، وأنّ أي حديث عن مفاوضات محتملة قد يكون تحت النار، وبالتالي التفاوض تحت النار يعني اتفاقاً جديداً، وأي اتفاقٍ جديد يعني إسقاط الاتفاق القائم اليوم، والذي لم يعد صلبًا لامساك الوضع المتدهور بين إسرائيل وحزب الله.

اللافت بأنه ومنذ أيار الماضي لم تعد الضاحية الجنوبيّة تستهدف، بعد أن نقل المبعوث الأميركي رسالة مفادها بأنّه سيتم تجنيب بيروت بما في الضاحية من العمليات العسكريّة الاسرائيليّة، والعودة إلى استهداف الضاحية يعني إطلاق العملية العسكريّة التصعيديّة الجديدة التي يخطط إليها الجانب الاسرائيلي؛ لكنّ استهداف الضاحية يعني بأنّ الجانب الأمريكي وافق على استهداف الضاحية ضمنيًا في الحد الأدنى، وهو ما يشير إلى إطلاق مسارٍ جديد من التصعيد والذي ربما سيستمر لأيام أو أسابيع مقبلة.

الرسالة الأخطر في ذلك أنّ الجانب الإسرائيلي اختار التوقيت والهدف؛ ليكون التصعيد في الضاحية الجنوبية، وهو ما يشير إلى أن الرجل الأول في الحزب عسكريًا كان تحت العين الاسرائيليّة، وأنّ كل ما قام به الحزب خلال الفترة الماضية من اعادة ترميم لقدراته كان تحت مجهر تل أبيب. وهو ما يؤكد بأن لدى تل أبيب عدداً كبيراً من الأهداف التي يمكن استهدفها، خلال عمليات عسكريّة كبيرة واسعة خلال المرحلة المقبلة.

أما بالنسبة للرد المحتمل؛ فإن الواقع يشير إلى أنّ ظروف الحزب صعبة جدًا، وأنً كل الاحتمالات أمامها هي في غاية الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر.

التصعيد الإسرائيلي قادم بغض النظر عن موقف الحزب، وهو قرار متخذ في تل أبيب تحت وقع النار، أو بعد تنازلات محتملة من قبل حزب الله اللبناني. وفي حال لم يرد الحزب، فإنّ ذلك يمنح الحزب ذريعة لاستكمال الاعتداءات؛ لأنّ إسرائيل ماضية في التصعيد، وهو ما ستكشفه الأيام المقبلة، وتبقى كل الخيارات هي صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

يبدو من الصعب التنبؤ بحدود الأحداث التي شهدتها بيروت قبل أيام. فهل هذا الاستهداف سيعقّد عملية جمع السّلاح وحصره بيد الدولة اللبنانيّة من ناحية استمرار الاعتداءات الاسرائيليّة وانتهاكها لسيادة لبنان؟!. أم أنّ هذا الاستهداف سيضعف سرديّة الحزب في مزاعمه بأنّ السّلاح للدفاع عن لبنان أم سيقوي إرادة الدولة في إصرارها على حصر السّلاح لمنع تداعيات أكبر من هذا الهجوم؟!.

حزب الله أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإذا رد الحزب سيفقد مصداقيته أمام الدولة اللبنانيّة إن تصرف بشكلٍ منفرد، وإن لم يرد الحزب سيعتبر هذا السّلاح أكثر عبئًا عليه بأنه لم يحمه ولم يحمِ الأمين العام الأسبق حسن نصر الله ولا هاشم صفي الدين ولا فؤاد شكر ولا إبراهيم عقيل، وصولًا إلى أبو علي في قلب الضاحية الجنوبيّة. وبالتالي هو ما تعمل عليه إسرائيل اليوم لضرب ذرائع الحزب لإبقاء السّلاح. كما أنّ الحزب لديه ذرائعه باحتلال اسرائيل للنقاط الخمس في جنوب لبنان، واستمرار الضربات ليقول بأنّ لديه ذرائعه بإبقاء السّلاح بيده.

ذرائع اسرائيل موجودة لديها، وهي ما كانت تهيئ له في الإعلام العبري عندما كانت تقول بأنّ الحزب يقوم بإعادة بناء قدراته، وساهم نعيم قاسم في ذلك عندما كان يقول في السابق بأنّ الحزب يقوم بإعادة بناء قدراته.

التصريحات الاسرائيليّة السابقة المتعلقة في التصعيد كانت مرتبطة في إعادة بناء قدرات الحزب؛ وبالتالي إسرائيل كانت لديها الذرائع للقيام بهذه الاستهدافات في العمق اللبناني التي قد تصل إلى حملة جويّة، وضربات مركزة تحت عنوان بأنَّ الحزب يعيد بناء قدراته.

ما حصل يشبه ما حدث في مجد شمس قبل اغتيال فؤاد شكر.

إسرائيل تمتلك كل الذرائع في اطار اصرار الحزب على عدم تسليم سلاحه للدولة اللبنانيّة، وهو ما يشير إلى أنّ قرار التصعيد متخذ مسبقًا؛ لفرض واقع سياسي جديد.

عندما أُبرم اتفاق وقف إطلاق النار كان في عهد الرئيس جو بايدن واليوم تل أبيب تدرك بأنّها تمارس الانتهاكات في ظل ادارة الرئيس دونالد ترامب وهي ادارة مختلفة عن السابقة، كون الاتفاق الذي أُبرم في السابق كان في وقت وجود النظام السوري السابق الذي انتهى إلى الأبد، عدا عن كون إيران لم تكن قد استهدفت في حرب الإثني عشر يومًا والتي أفقدتها الكثير من قدراتها بعد استهداف برنامجها النووي.

إسرائيل تدرك بأنّها اليوم تقف بعد متغيرات مهمة، من شأنها أن تلغي الاتفاق السابق، وتقود لبنان إلى اتفاق مبني على المزيد من التنازلات على أساسه.

لبنان معني اليوم باستهداف سيادته وحصر السلّاح بيد الدولة، وليس معنيًا بأبو علي الطبطبائي الذي ينحدر من أصول إيرانية تابعة لحزب الله وايران.

كما أنّ موقف رئيس الجمهوريّة معني في استهداف لبنان كدولة ذات سيادة، وليس معني في شخص لبناني من أصول إيرانيّة وإن كان يحمل جنسية الدولة بالتجنيس.

فهل سيقرر الحزب بالرد من عدمه؟ فهذا سيتبين خلال الأيام المقبلة، لكنّ إيران لن تدفع الحزب على الرد حتى لا تكون لإسرائيل رد فعل كبرى تُنهك الحزب وتستنزف قدراته، وتضعف إيران التي تخشى من ذلك، حتى لا يكون بينها وبين إسرائيل جولة قتاليّة ثانية.

طهران تدرك بأنّ دوائر صنع القرار في تل أبيب تضغط لاستهداف المرشد الإيراني، خصوصًا وأن إيران هي من كانت قد بادرت في التصريحات التي تطالب الحزب بعدم تسليم سلاحه، وهذا أمر تعتبره إسرائيل يأتي في سياق التحدي لموقفها.

فهل سيذهب المخطط الإسرائيلي لإيران في حال رد أو عدم رد الحزب؟!

ضرب النظام الإيراني هو مخطط لنتنياهو وهو أمر وارد؛ لكن ذلك يأتي في سياق الموقف الأمريكي.

حزب الله يعتبر أن استهداف الطبطبائي يعني ضوءًا امريكيًا أخضر للتصعيد في لبنان. فإلى أي مدى يكشف استهداف الرجل الثاني في حزب الله قرب المواجهة الأوسع بين إسرائيل وحزب الله؟.

والى أي مدى يكشفُ من جديد عن الخرق الأمني الإسرائيلي لصفوف الحزب؟.

اللافت للانتباه بأنّ إسرائيل علمت بمكان وجود الطبطبائي قبل ساعة من استهدافه، والتجهيز للعملية استغرق ساعة من الزمن، وهذا يشير إلى الخرق الأمني لدى الحزب.

تبقى التساؤلات ما هي خيارات الحزب الأكثر قدرةً على التنفيذ في خضم خلو الجنوب اللبناني من عناصر الحزب وانتشار الجيش اللبناني هناك؟!.

إذا كان خيار الحزب عدم الرد على الاستهداف؛ فهل من شأنه أن يخفف من التصعيد الاسرائيلي ضد الجبهة اللبنانيّة؟.

فحزب الله في مأزقٍ كبير بعد أن روّج لخطاب النصر وإعادة ترميم قدراته العسكريّة ليكون بعد ذلك اغتيال أرفع مسؤرل عسكري في هياكل التنظيم وليشكّل صفعة موجعة للحزب، وتضع روايته تحت المجهر.

الاغتيال لم يضرب الشخصيّة فقط؛ بل صورة القوة التي حاول الحزب ترميمها أمام جمهوره، وهو ما غيّر قواعد الاشتباك ووسع وسيوسع بنك الأهداف الاسرائيليّة.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :